المقالات

الدكروري يكتب عن الكبر وأكل الحرام

الدكروري يكتب عن الكبر وأكل الحرام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

كم نرى اليوم من نساء متنقبات متبرجان بزينة، يفتن ويُفتن، يجبن الأسواق بلا حاجة، يتميعن في المشية، ويتكسرن في الكلام، ألبسة شفافة وأخرى كاسية عارية، لا تستر العورة، قصات شرقية وغربية، تشبه بالرجال وآخر بالكافرات، فما هذا يا نساء المسلمات، أيتها الأخوات والأمهات، والقدوات والمعلمات، يا مربيات الأجيال، يا معدات الأبطال،
فاتقين الله تعالى وكنّ خير خلف لخير سلف وأعلمن أن عليكن أن تتقين الله في أنفسكن، وأن تحفظن حدوده وترعين حقوق الأزواج والأولاد، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، وأعظكن بباقة عطرة يافعة من حديقة يانعة، من توجيهات الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ففيها العظة والعبرة، فإنكن بها معنيات وبها مقصودات.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” صنفان من أهل النار لم أرهما ” وذكر ” نساء كاسيات عاريات، مُميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يَدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ” وكما أن الكبر هو سبب في دخول النار والخلود فيها فليعلم المتكبر على الله وعلى دينه وعباده أنه يجرّ نفسه إلى عذاب الله، ويقول الله عز وجل فى كتابه الكريم ” إن المتقين فى مقام أمين” أي قد أمنوا فيه الغير واستأمن إليه، ودخل في أمانة، وقد أمنه وآمنه، والأمنة والأمانة نقيض الخيانة، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” المؤذن مؤتمن ” ومعنى مؤتمن القوم، أى الذي يثقون فيه ويتخذونه أمينا حافظا، والمؤمن من أسماء الله تعالى وقيل في صفة الله الذي أمن الخلق من ظلمه، وقيل المؤمن الذي آمن أولياءه عذابه.

وقيل المؤمن الذي يصدق عباده ما وعدهم وقال ابن الأثير في أسماء الله تعالى المؤمن وهو الذي يصدق عباده وعده فهو من الإيمان التصديق، أو يؤمنهم في القيامة عذابه، فهو من الأمان ضد الخوف، والأصل في الإيمان الدخول في صدق الأمانة التي ائتمنه الله عليها، فإذا اعتقد التصديق بقلبه كما صدق بلسانه فقد أدى الأمانة، وهو مؤمن، ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤد للأمانة التي ائتمنه الله عليها، وهو منافق وأما قوله عز وجل ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” وقيل أن الأمانة هنا النية التي يعتقدها الإنسان فيما يظهره باللسان من الإيمان، ويؤديه من جميع الفرائض في الظاهر.

لأن الله عز وجل ائتمنه عليها ولم يظهر عليها أحدا من خلقه، فمن أضمر التوحيد والتصديق مثل ما أظهر فقد أدى الأمانة، ومن أضمر التكذيب، وهو مصدق باللسان في الظاهر فقد حمل الأمانة ولم يؤدها، وإن لأكل الحرام في زماننا مظاهر كثيرة منها التحايل في الخصومة أمام القضاة، كما هو شأن بعض من يحبُكون التزوير والتلبيس، والإدلاء بشهداء الزور ظلما وبهتانا، فقال تعالى ” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعملون” وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه “هذا في الرجل يكون عليه مال، وليس عليه فيه بينة، فيجحد المال ويخاصمهم إلى الحكام، وهو يعرف أن الحق عليه، وقد علم أنه آثم، آكل حرام” وقال قتادة.

” واعلموا أن من قضي له بباطل، أن خصومته لم تنقض، حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة، فيقضى على المبطل للمحق بأجود مما قضي به للمبطل على المحق في الدنيا” ومن ذلك أكل مال اليتيم، الذي شنع فيه ديننا على أصحابه أيما تشنيع، بأسلوب تقشعر منه أبدان الذين يعقلون، فيقول تعالى فى كتابه الكريم ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” وقال السدى “إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلما، يُبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه، ومن مسامعه، ومن أذنيه، وأنفه، وعينيه، يعرفه من رآه يأكل مال اليتيم” وقال صلى الله عليه وسلم “اجتنبوا السبع الموبقات” وذكر منها “أكل مال اليتيم” رواه البخارى ومسلم، ومن ذلك الاتجار في المحرمات، كالمخدرات، والسلع المغشوشة، والتعاملات الربوية وغيرها.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار