المقالات

الدكروري يكتب عن المصلحة العامة والشخصية في الإسلام

الدكروري يكتب عن المصلحة العامة والشخصية في الإسلام

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن هناك بعض الناس من ينظر إلى مسألة الحلال والحرام على أنها مسألة شخصية ويعني ذلك أنه يقول أنا لماذا لا أفعل كذا والرقيب فيها هو الدين أو كما يطلقون عليه حاليا الضمير ولكن الأجابة هو أنك أنت لا تفعل هذا لأن فيه ضرر على المجتمع، فربما فيه منفعة شخصية لكن النظرة العامة فيها ضررعلى المجتمع وذلك مثلا من يقود السيارة بسرعة عالية لماذا؟ فإذا سألته لماذا ذلك ؟ سيقول لأني تأخرت عن موعد، وهنا نقول حينما تقود السيارة بسرعة عالية، ويكون ذلك سببا لوفاة إنسان وقتل نفس بريئة، أنت حريص على مصلحة شخصية وهي ألا يفوتك الموعد، أو لا تتأخر عن عملك، أو ما شابه ذلك، لكن مصلحة المجتمع أعلى وأهم فهنا أن تسير بسرعة عالية داخل المدينة. 

 

فتكون سبب في إهلاك روح أو إزهاق نفس، أو في إصابة أحد الأشخاص بدون وجه حق فهذا الأمر يعرضك لمسائلة المجتمع كله، فإن البعض ينظر إلى كثير من الأمور على المصلحة الشخصية، لكن لو نظرت نظرة أبعد وأكبر لرأيت أن المصلحة للمجتمع جميعا بامتثال الجميع، ولذلك مثلا قوانين السلامة المرورية هي مرتهنة بامتثالي وامتثالك، أما حينما يحدث أن البعض ينظر ألى الأمر بمسألة شخصية ويفعل ما يفعل من مخالفات تعرض غيره فضلا عن أن تعرضه هو للهلاك أو للحادث أو لكذا فهذا للأسف الشديد تجده إنسانا أنانيا، وهكذا فإن كثير من الأمور التي حرمها الله تعالى لها نفس النظرة منها ما هو فيه ضرر شخصي فحرمه الله علينا كتحريم الخمر والخنزير. 

 

ومنها ما فيه ضرر مجتمعي، كتحريمه أكل أموال الناس بالباطل، وتحريمه السرقة، أوتحريمه الزنا، كل هذا نظرة للمجتمع كله ليبقى مجتمعا امنا سالما معافى، وأيضا هنالك مسألة وهي أن الذى يحلل ويحرم هو الله، والحلال والحرام ليست قضية فوضوية، وأن كل إنسان يرى على أهواءه الشخصية مسألة يحرمها أو يحللها، لا، فنحن كمسلمين نصدر عن أمر الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأي إنسان يتكلم في حلال وحرام في فتوى ويقول، قال الله، أو قال رسوله، أو قال العلماء، أما الفتاوى اللقيطة التي فيها اعتماد على الكلمات الرنانة دون الرجوع إلى الشرع فهذه مسألة خطيرة، ويعني ذلك مثلا إذا امرأة تتكلم عن الحجاب وتقول الحجاب تضييق على حرية المرأة. 

 

وأنا أرى أن الشعر نعمة من الله، لماذا نغطيها ؟ فيجب هنا أن نقول لها أن العورة ايضا نعمة من الله لماذا نغطيها؟ فهذا المنطق هو نفس منطق أهل الشرك قديما، فلما حرم الله تعالى أكل الميتة، قالوا التي أماتها الله بيده لا نأكلها، والتي نميتها بأيدينا نأكلها، ولذلك قال الله عز وجل فى سورة الأنعام ” ولا تأكلوا مما لم يذكر إسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” وإن المسألة ليست أماتها الله تعالى، أم نحن ذبحناها المسألة هنا أن الله عز وجل أحل لنا الذبيحة لأنك حينما تقطع عروق الرقبة من الجانبين يفور الدم فيطيب اللحم، أما التي ماتت فإن الدم انحبس فيها ففسد اللحم حتى الأطباء يقولون إن بقاء اللحم لفترة أطول. 

 

معتمد على تفريغ الدم من الذبيحة ولذلك من المستحب عدم قطع الرقبة كاملة ليبقى الاتصال يفور الدم جميعا من الذبيحة ويطيب اللحم ويبقى أطول فترة ممكنة، ولا يكون فيه أى خبث أو أذى للإنسان، فليست القضية الله أماتها ونحن ذبحناها، فالقضية هنا أن الله حرم الميتة لأن فيها الضررعلينا حرم الله الميتة لأن فيها الخبث وأحل الله الذبيحة لأنها ذبحت بسم الله وطاب لحمها فهي فيها أمان وصحة على آكليها جميعا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار