شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن المهلب منذ صباه ونعومة أظافره

الدكروري يكتب عن المهلب منذ صباه ونعومة أظافره

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من التابعين الكرماء الذين تربوا علي يد الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم اجمعين هو التابعي المهلب بن أبي صفرة، ولقد تمتع المهلب بن أبي صفرة منذ صباه ونعومة أظافره، بكثير من الصفات الحميدة، والتي لا تتوفر في كثير من الرجال، فكان يتمتع بالشجاعة والقدرة على القتال، وكان له من الإدارة ما يجعله يخوض المعارك بكفاءة منقطعة النظير، وله من الكرم والحلم مواقف كثيرة، وكان بليغا حكيما في آرائه، وقد شارك المهلب بن أبى صفرة في أولى معاركه، مع والده ضمن جيش عبدالرحمن بن سمرة على مدينة سجستان في سنة، اثنين وأربعين من الهجرة، وجاهد وغزا في بلاد الهند عام أربعه وأربعين من الهجرة، وقام المهلب بن أبى صفرة بدور مميز في انقاذ جيش المسلمون. 

 

في غزوة جبل الأشل، مع والى خرسان الحكم بن عمرو الغفارى، حيث كاد الترك أن يفتكوا بجيوش المسلمين، حينما حاصروهم بين الشعاب وكان المسلمين لم يعرفوا طرق كما يعرفها أهلها، وقد ذكر الطبرى في كتابه وقال فتولى المهلب الحرب، ولم يزل المهلب يحتال، حتى أخذ عظيما من عظمائهم، فقال له اختر بين أن أقتلك، وبين أن تخرجنا من هذا المضيق، فنجا وغنموا غنيمة عظيمة، وشارك أيضا المهلب بن أبى صفرة في فتح سمرقند عام سته وخمسين من الهجرة، مع سعيد بن عثمان بن عفان، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقد أصيبت عين المهلب بن أبى صفرة في تلك الغزوة، وقلعت عين طلحة بن عبدالله الخزاعي الملقب بطلحة الطلحات، وقد قال المهلب في تلك الحادثة، لئن ذهبت عينى لقد بقيت نفسى. 

 

وفيها بحمد الله عن تلك ما ينسي إذا جاء أمر الله أعيا خيولنا، ولابد أن تعمى العيون لدى الرمس، وشارك أيضا المهلب مع والى خرسان سلم بن زياد، لغزو بلاد الترك، وحاصرهم حتى تم الصلح بينهم على مبلغ كبير من المال، وتعتبر تلك الغزوة بداية أكبر انتصارات حققها المسلمون، والتي استطاعوا بعدها من هزيمة ملكة بخارى خاتون فى سمرقند، وقد اضطرت للصلح بمبلغ مالي كبير مع المسلمون، وشارك المهلب أيضا في زمن خلافة عبدالله بن الزبير، في فتح البصرة وأبلي بلاء حسنا مع عبدالله بن الزبير فولاه على الجزيرة، وبرع في تنظيم الجيش الذي قاتل به الخوارج، والذين يمتلكون مهارات قتالية عالية ولا يكترثون للموت، وكانت حركتهم في ذلك الوقت تشكل خطرا كبيرا على الدولة. 

 

فقد أثاروا الرعب في قلوب أهل البصرة، وتمكن المهلب بن أبي صفرة بدهائه وذكائه من إيقاع الهزائم بهم، وفرق جمعهم بعد معارك استمرت طيلة سنوات حتى قضى على شوكتهم تماما، فلم يقاتلهم إنسان قط كان أشد عليهم ولا أغيظ لقلوبهم منه، وانتهت بمقتل عبيد الله بن الماحوز قائد الخوارج، وعدد كبير من جنده وفر الباقون، وأقام المهلب فى البصرة ، فعينه الحجاج بن يوسف الثقفى واليا على خراسان عام سبعه وسبعون من الهجرة، وأمده بجيش وعهد إليه فتح مدن منطقة ما وراء النهر بوسط آسيا، وقاتل الأتراك الذين تدفقوا غربا من أواسط آسيا، وقد ظل المهلب بن أبي صفرة واليا على خراسان، حتى أدركته الوفاة هناك، فتوفى فى ذى الحجة سنة اثنين وثمانين من الهجرة، بقرية يقال لها زاغول. 

الدكروري يكتب عن المهلب منذ صباه ونعومة أظافره

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار