الدكروري يكتب عن الموت حتم لازم لكل نفس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الموت حتم لازم لكل نفس
روي عن نافع قال خرجت مع عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له، فوضعوا سفرة فمر بهم راعي، فقال له عبد الله هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة، فقال إني صائم، فقال له عبد الله في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم، وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم؟ فقال الراعي أبادر أيامي الخالية، فعجب ابن عمر، وقال هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنها؟ قال إنها ليست لي، إنها لمولاي، قال فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب؟ فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول فأين الله؟ قال فلم يزل ابن عمر يقول، قال الراعي فأين الله؟
فما عدا أن قدم المدينة فبعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم رحمه الله، فعليكم بالإستعداد ليوم الرحيل فالموت حتم لازم لكل أحد، قال الله عز وجل كما جاء في سورة الرحمن ” كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام” والموت مصيبة، حيث قال الله جل جلاله ” فأصابتكم مصيبة الموت” وأعظم منه الغفلة عنه، فقال الإمام القرطبي رحمه الله قال علماؤنا وأعظم منه الغفلة عنه، والإعراض عن ذكره، وقلة التفكر فيه، وترك العمل له، وإن من أعظمِ ما ينبغي أن يحرص عليه المسلم هو ختام حياته وحسن لقاء ربه، فمن وفقه الله للعمل الصالح في آخر عمره وفي آخر ساعة من الأجل، فقد كتب الله له حُسن الخاتمة، ومن ختمت ساعة أجله بعمل سيّء أو ذنب يُغضب الله عز وجل.
فقد خُتم له بخاتمة سُوء والعياذ بالله، وقد أمرنا الله تعالي بالحرص علي نيل الخاتمة الحسنة فقال تعالي كما جاء في سورة آل عمران ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” كما أنه سبحانه وتعالي رغب وحث في كتابه الكريم علي حسن الإستعداد للقائة سبحانه وتعالي بالعمل الصالح فقال كما جاء في سورة الكهف ” فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا” وإن لأهمية هذه اللحظة الحاسمة في حياة الإنسان كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يوصون من يلونهم بالحرص على نيل حُسن الخاتمة، فقال سبحانه وتعالي كما جاء في سورة البقرة “ووصي بها إبراهيم بنية ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون”
وقال تعالى في كتابة العزيز عن قول يوسف عليه السلام ” توفني مسلما وألحقني بالصالحين” فحُسن الخاتمة هو أمل ودعاء الصالحين والأتقياء الذين قص علينا ربنا سبحانه وتعالى أخبارهم، فقال عز وجل حكاية عن دعاءهم ” ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار” وكان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” كما أنه صلوات ربي وسلامه عليه كان يتعوذ بالله تعالى من شر فتنة المحيا والممات، وفتنة الممات هي الساعة التي يكون فيها العبد في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة، ويحاول الشيطان أن يفتنه في دينه ويحُول بينه وبين الإيمان بالله، فعندها يثبت الله عز وجل المؤمن بالقول الثابت فيقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة”
الدكروري يكتب عن الموت حتم لازم لكل نفس