أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن النبي يفقد زوجتة وعمه

الدكروري يكتب عن النبي يفقد زوجتة وعمه
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بعد أن فقد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أولى زوجاته وأم أولاده السيدة خديجة بنت خويلد، وعمه أبا طالب اللذين كانا يؤانسانه ويؤازرانه، ضاقت الأرض به نظرا لما لاقاه من تكذيب ورد من قبل المشركين، وبعد وفاة عمه توفيت زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها في نفس السنة، فسميت تلك السنة بعام الحزن، وفي سبيل الدعوة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وحيدا يدعوهم إلى الإسلام والتوحيد لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيرا وهنا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءه المشهور شاكيا إلى ربه ” اللهم إلى من تكلني” فيرسل الله إليه جبريل عليه السلام مع ملك الجبال ويقول له جبريل لو شئت نطبق عليهم الجبال.

فيقول الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم “لا لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله عز وجل، فكرمه الله تعالى بقدرة إلهية وآنسه بحادثة الإسراء والمعراج، فأي تكريم ومؤانسة أشد وأعظم من تكريم كهذا إذ أتى جبريل عليه السلام ليصحب النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم كل ألوان الأذى والاضطهاد من طواغيت قريش الذين بذلوا أقصى ما في وسعهم للقضاء على الدعوة الإسلامية الجديدة، وتلك هي سنة الله في خلقه، ولأن رسالة الإسلام عامة لكل الناس كما قال الله تعالى فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فلم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم رغم تعرضه للأذى على دعوة قريش فقط.

وإنما بدأ في التحرك للدعوة بمناطق أخرى خارج مكة المكرمة، لمحاولة إيجاد مكان وأرض جديدة تكون صالحة للدعوة الإسلامية الجديدة، ففي شهر شوال من السنة العاشرة من البعثه، وبعد بدء نزول الوحي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف التي تبعد عن مكة ستة وتسعين كيلو متر ماشيا على قدميه الشريفتين صلى الله عليه وسلم ذهابا وإيابا، وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف عدة أيام، ولم يترك أحدا إلا دعاه إلى الإسلام، فتطاولوا‏ عليه وطردوه، ثم أغروا به سفهاءهم فلاحقوه وهو يخرج من الطائف يسبّونه، ويرمونه بالحجارة، حتى دميت قدماه الشريفتان، وحاول زيد بن حارثة رضي الله عنه أن يحمي النبي صلى الله عليه وسلم حتى أصيب في رأسه.

ولم يزل السفهاء يرمونهما بالحجارة حتى لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم وزيد رضي الله عنه إلى حائط أى بستان وكان لعتبة وشيبة ابني ربيعة على بعد ثلاثة أميال من الطائف، فرجعوا عنهما، وبعد العسر يأتي اليسر، ومع الهم يأتي الفرج، ففي طريق عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة جلس في بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف ليستريح قليلا، فأرسلا غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس بقطف من عنب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما وضعه بين يديه صلى الله عليه وسلم، مد يده قائلا بسم الله ثم أكل، فقال عداس إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد فقال صلى الله عليه وسلم من أي البلاد أنت وما دينك؟ فقال عداس أنا نصراني من أهل نينوى.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟ فقال عداس وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال صلى الله عليه وسلم ذاك أخي كان نبيا وأنا نبي، فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلهما وأسلم، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليستأنف الدعوة إلى الله، وعرض الإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد.

الدكروري يكتب عن النبي يفقد زوجتة وعمه

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار