أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن تجارة أبي الدحداح مع الله تعالي

جريدة موطني

بقلم :محمد الدكروري

اليوم الخميس 26 أكتوبر 2023

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا
من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، إن الإنسان عليه أن يفهم ما في جمع المال
من الخطر، ففي حالة الفقر ينبغي أن يكون حال العبد القناعة وقلة الحرص، وإن كان غنيا
فينبغي أن يكون حاله الإيثار والسخاء وبذل المعروف، والتباعد عن الشح والبخل،
فإن الجود من أخلاق الأنبياء، فالصحيح قد يأتيه جرثوم، قوة مناعته كبيرة فيرده ويقضي عليه،
لكن ضعيف المقاومة وضعيف المناعة أضعف الجراثيم يجعله مريضا، يقعده في الفراش،
كذلك مرض القلب، أي شيء يفتنه، أي شيء يصرفه عن الحق ويغريه بالمعصية، لأنه في الأصل مريض.

البرد

والبرد قد يصيب الصحيح فلا يتأثر به عنده مقاومة، ومن كان قلبه سليما لا يتأثر بالمغريات،
ولابمظاهر القوة التي يراها عند الكفار، ولكن القلب المريض يضعفه أي شيء،
فلذلك القلب المريض يزداد مرضا، وفى النهايه إن أردت أن تتقرب إلى الله لا تكفيك الاستقامة،
لابد من عمل صالح ماذا بذلت؟ مـاذا أعطيت لهؤلاء المسلمين؟ ما ذا قدمت لعباد الله الصالحين؟
م اذا قدمت لخلق الله أجمعين؟ ماذا قدمت لغير البشر؟ هـل عالجت قطة؟ ه ل أطعمت جائعا؟
هل سقيت حيوانا يعاني من العطش؟ لقد غفر الله لامرأة رأت كلبا يأكل الثرى من العطش،
هـل لك عمل صالح؟ ه ل حملت بعض هموم المسلمين؟ هل أنفقت بعض مالك ووقتك وجهدك
الذي لا تملك إلا غيره أحيانا؟ هل أنفقت من علمك وربيت أولادك؟ لابد من حركة نحو الله عز وجل.

بستان لأبي لبابة

وقيل بأن هذه القصة العجيبة، وهى خصومة حصلت في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
بين أبي لبابة ويتيم على نخلة، حيث كان هناك بستان لأبي لبابة، وبجانبه بستان آخر لهذا اليتيم،
وبينهما نخلة، واليتيم لم يدرك بعد، فقال أبو لبابة هذه النخلة لي، وقال اليتيم الصغير هذه النخلة لي،
تشاجرا، فما كان من اليتيم إلا أن ذهب إلى النبى صلى الله عليه وسلم واشتكى له أبا لبابة،

حكمه العدل

فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم أبا لبابة، وقال له “هذا اليتيم يشكوك في نخلة أخذتها له”
أو كما قال، فقال أبو لبابة “والله ما كان ذلك لي يا رسول الله، وما كنت لآخذ نخلته،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إذن نخرج ونعاين” فخرج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
بنفسه ليعاين البستانين، وليعاين النخلة، وهذا من تواضعه وحكمه العدل،
ولما وصل إلى النخلة المختلف عليها.
وجدها في بستان أبي لبابة واضحة جلية، فهل يعطف على هذا اليتيم فيحكم بها إليه،
لا حاشاه أن يجور في حكم، فحكم بالنخلة لأبي لبابة، فذرفت دموع اليتيم وانحدرت على خديه،
فأراد أن يجبر كسر قلب هذا اليتيم لأنه لم يدرك الحق، فقال لأبي لبابة “أعطه هذه النخلة
ولك بها عذق في الجنة” أى نخلة مثمرة أو غصن نخلة في الجنة مقابل هذه النخلة،
لكن أبا لبابة كان في وقت غضب، إذ كيف يشكوه والحق له، ويشكوه إلى من؟
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا، فسمع بذلك أبو الدحداح،
وكان يتمنى مثل هذه الفرصة رضي الله عنه وأرضاه، فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم “
لئن اشتريت هذه النخلة وأعطيتها هذا اليتيم ألي بها عذق في الجنة؟” قال “نعم”
فيلحق أبو الدحداح بأبي لبابة.
ويقول أتبيعني هذه النخلة ببستاني كله، خذ بستاني كله وأعطني هذه النخلة،
قال أبيعكها لا خير في نخلة شكيت فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فباعه النخلة بالبستان كله، وذهب أبو الدحداح إلى أهله ونادى فيهم يا أم الدحداح
ويا أبناء أبي الدحداح قد بعنا البستان من الله فاخرجوا منها، فخرجوا ومع أطفاله بعض الرطب،
فقام يأخذه ويرميه فيها، وهو يقول قد بعناها من الله عز وجل بعذق في الجنة لا نخرج منها بشيء،
فخرج هو وأهله وقد باع كل شيء من دنياه واشترى عذقا، واشترى غصنا من نخلة عند الله عز وجل،
لكن هل اكتفى بذلك، وقال لنا عذق من نخلة في الجنة، يكفي لا صلاة ولا صيام ولا زكاة،
لا والله، فالذي بذل هذه في سبيل الله سيبذل أعظم منها في سبيله،
بذل المال والأولاد وبذل كل نعيم في هذه الحياة.

معركة أحد

ثم في الأخير يقدم نفسه لله سبحانه وتعالى، ويخرج النبى الكريم صلى الله عليه وسلم
في معركة أحد، التي ابتلي فيها المؤمنون ابتلاء شديدا، وربوا فيها تربية عظيمة،
حيث كسرت فيها رباعيتة، وشج وجهه صلى الله عليه وسلم، وساعة انتهت المعركة
ذهب صلى الله عليه وسلم يفتش عن أصحابه وهو في تلك الحالة ويتفقدهم،
ويأتي إلى صاحب العذق إلى أبي الدحداح، وإذا به مضرج بدمائه، فيرفعه ويمسح الدم عن وجهه،
ويقول صلى الله عليه وسلم “رحمك الله أبا الدحداح كم من عذق معلق أو مدلى
فى الجنة لإن الدحداح، أو قال الشعبى ” لأبى الدحداح” رواه مسلم “لا إله إلا الله”
ماذا خسر أبو الدحداح، خسر شجيرات، خسر نخيلات، لكنه فاز بجنة عرضها السموات والأرض،
فقال تعالى ” فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز”
الدكروري يكتب عن تجارة أبي الدحداح مع الله تعالي
الدكروري يكتب عن تجارة أبي الدحداح مع الله تعالي
اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار