المقالات

الدكروري يكتب عن تسعر بهم النار يوم القيامة

الدكروري يكتب عن تسعر بهم النار يوم القيامة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من الثلاثة الذين هم أول من يقضي بينهم يوم القيامة هو رجل أنعم الله عليه بالمال وصار يتصدق ويعطي وينفق فإذا كان يوم القيامة أتي به إلى الله وعرفه نعمه فعرفها ثم سأله ماذا صنعت فيها ؟ فيقول تصدقت وفعلت وفعلت، فيقال كذبت ولكنك فعلت ليقال فلان جواد يعني كريما، وقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه في النار فإن هذا أيضا من الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة، وفي هذا دليل على أنه يجب على الإنسان أن يخلص النية لله في جميع ما يبذله من مال أو بدن أو علم أو غيره، وأنه إذا فعل شيئا مما يبتغي به وجه الله تعالى وصرفه إلى غير ذلك، فإنه آثم به وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة “أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة” 

 

فتأملوا هذا الحديث وكيف أن هؤلاء الثلاثة كانت أعمالهم في ظاهرها صالحة نافعة، فكان أحدهم قارئا للقرآن، وثانيهم مجاهد، وثالثهم متصدق منفق ولكنهم خابوا وخسروا لأن هذه الأعمال فقدت الإخلاص فكانوا من أوائل الناس تسعيرا للنار، وإن كانوا لا يخلدون في النار لأنهم من أهل التوحيد وقد حرّم الله على الموحدين الخلود في النار ومما جاء في التحذير من الرياء حديث أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى منادي من كان أشرك في عمل له لله فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك” وأن مدار التقوى على إصلاح القلوب. 

 

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” فمتى صلح القلب بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصحح ذلك بالمعرفة، وحسن الاعتقاد، ثم توجه القلب إلى ربه بالإنابة والقصد وحسن الانقياد فإن الجوارح كلها تستقيم، على طريق الهدى والرشاد، فصلاح الجوارح ملازم لصلاح القلوب، فاغتنموا إصلاحها بحسن النية في كل مطلوب، فإن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر ما أكنته القلوب، فأخلصوا الأعمال لله تعالى في كل ما تأتون وما تذرون، وأنيبوا إلى ربكم، واطمعوا في رحمته لعلكم ترحمون، فالعمل اليسير مع الإخلاص خير من الكثير مع الرياء. 

 

والثمرات الطيبة إنما تحصل لمن حقق النية واتقى، فمن أصلح باطنه، أصلح الله تعالى له الأحوال، وسدده في الأقوال وإن الميزان عند الله حين اطلاعه على قلوب العباد هو صلاحها أو فسادها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إِن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” رواه مسلم، فهو سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صورنا سواء كان الشخص جميلا أو قبيحا، أو أبيض أو أسود، ولا ينظر إلى أجسادنا هل هي قوية أو ضعيفة، أو طويلة أو قصيرة، ولكنه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فالقلب هو موضع نظر الله عز وجل، لما له من أهمية في حياة الإنسان، فالقلب للأعضاء كالملك المتصرف في الجنود التي تصدر كلها عن أمره، فتكتسب منه الاستقامة أو الزيغ.

 

فيقول النبى صلى الله عليه وسلم “ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” رواه البخاري.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار