الدكروري يكتب عن تطبيقات السلام في حياتنا
الدكروري يكتب عن تطبيقات السلام في حياتنا
الدكروري يكتب عن تطبيقات السلام في حياتنا
إن من تطبيقات السلام في حياتنا هو الدعاء باسم الله السلام بعد كل صلاة، وإن السلام هو شعيرة إسلامية وإن هذه الشعيرة الإسلامية الظاهرة لها آداب ينبغي أن يتحلى بها المسلم حتى يكتمل له الخير ويحوز على الفضل، فمن آدابها هو إتمامها وتكرارها إذا لم تسمع الأولى أو الثانية منها، فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ” أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا ” ومن الآداب للسلام هو رفع الصوت بقدر ما يسمع المسلم عليه، ولا يرفع صوته رفعا يؤذي السامع، فعن المقداد أن النبي صلي الله عليه وسلم ” كان يجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويسمع اليقظان” ومن الآداب كذلك هو المبادرة بالسلام عند الملاقاة قبل أن يسلم الآخر حرصا على الخير وإدراكا للفضل.
فعن الأغر المزني قال انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه، فقال أبو بكر أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل، لا يسبقك إلى السلام أحد، فكنا إذا طلع الرجل بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا ” وإن من السلام، أن نحسن إلي الجوار ونلتزم معه بالأخلاق الإسلامية، وكذلك الإحسان إليه بكل ما يستطاع من وجوه الإحسان القولية والفعلية، فلا يكفي الجار أن يسلم من الأذى، وإنما يضاف إليه الإحسان وإيصال المعروف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره” وإن من وجوه الإحسان إلى الجار هو تهنئته عند فرحه، وتعزيته عند مصيبته، وعيادته عند مرضه، وبداءته بالسلام والبشاشة في وجهه، والإحسان إلى أهله وأولاده، وتفقد أحواله، وإرشاده إلى ما ينفعه في أمر دنياه و دينه.
والإهداء إليه، وإعارته، أو إعطاؤه ما يحتاج إليه ونحو ذلك، ومن أهم ما يحسن إليه هو سد خلته، وتفقد مطعمه ومشربه، لأن قوام الحياة بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم” يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك” فينبغي النظر في مراتب الجيران وتقديم الأقرب فالأقرب، والأولى فالأولى في الإهداء وبذل المعروف، فعن عائشة السيدة رضي الله عنها قالت، قلت يا رسول الله، إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال “إلى أقربهما منك بابا” ولقد ورد الوعيد في حق من يقصر في هذا الحق، فقال صلى الله عليه و سلم “ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به” وعن ابن عمر قال لقد أتى علينا زمان وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم.
ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يا رب، هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه” وهذا الحديث الشريف يحتم علينا مراجعة أنفسنا ها هنا في الدنيا قبل الآخرة في تقصيرنا في بذل المعروف الحسي والمعنوي للجار، ومن حقوق الجار على جاره احتمال أذاه، والصفح عن هفواته، والعفو عن عثراته، واحتمال سوء تصرفاته، وهذا أدب عظيم يكشف عن حسن المعدن، وكرم المنبت، وشرف الخلق، ونبل الصفات، وهذا الحق كثيرا ما قصّر فيه الجيران، وضاقت بعض النفوس عن استيعابه، وعدّته العادات شيئا غريبا، فكم من مشكلات حدثت، وروابط انفصمت، ومحبة تحولت إلى بغضاء، ووصل تبدل إلى جفاء، وإحسان تحول إلى إساءة، وسبب ذلك ضعف مراعاة هذا الأدب.