المقالات
الدكروري يكتب عن ذكر الله عز وجل
الدكروري يكتب عن ذكر الله عز وجل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد روي عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما عمل آدمي عملا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان، سبق المفردون” قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟ قال “الذاكرون الله كثيرا والذاكرات” رواه مسلم، وإن أزكى الأعمال وخير الخصال وأحبّها إلى الله عز وجل هو ذكر الله تعالى، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربوا أعناقكم وتضربوا أعناقهم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال “ذكر الله تعالى” رواه الترمذى، فإن الذاكرون الله تعالى هم السباقون في ميدان السير إلى الله والدار الآخرة، وهؤلاء هم الذين أعد الله لهم المنزلة الكريمة والثواب العظيم، فإن ذكر الله هو حياة القلوب, فلا حياة لها إلا به، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال”مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت” رواه البخارى، وليس للقلوب قرار ولا طمأنينة ولا هناءة ولا لذة، ولا سعادة إلا بذكر الله تعالى، فقال تعالى فى سورة الرعد “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”
وذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، وهو تفريج الكربات، وتيسير الأمور، وتحقق الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة، وما عولج كرب ولا أزيلت شدة بمثل ذكر الله تبارك وتعالى، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الكرب “لا إله إلا الله العظيم، لا إله إلا الله الحليم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم” ويقول عليه الصلاة والسلام “دعوة ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ما دعا بها مكروب إلا فرّج الله كربه” وإن ذكر الله تعالى جالب للنعم المفقودة, وحافظ للنعم الموجودة، فما استجلبت نعمة وما حفظت نعمة بمثل ذكر الله تبارك وتعالى، فقال تعالى فى سورة إبراهيم “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد”
وإن ذكر الله تعالى محط الأوزار، وتكفير السيئات، ورفعة الدرجات، وعلو المنازل عند الله تبارك وتعالى، فما حُطت الأوزار بمثل ذكره سبحانه، فيقول صلى الله عليه وسلم”ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله تبارك وتعالى” رواه الترمذى، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال “من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة، حطت عنه خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر” وإن ذكر الله تعالى هو غراس الجنة، فما غرست الجنة بمثل ذكره، فيقول عليه الصلاة والسلام “من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة” رواه الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم أنه قال “لقيت إبراهيم الخليل ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، وأنها طيبة التربة، عذبة الماء، وأخبرهم أن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” رواه الترمذى.
الدكروري يكتب عن ذكر الله عز وجل