الدكروري يكتب عن رمضان شامة العام وتاج الشهور
الدكروري يكتب عن رمضان شامة العام وتاج الشهور
بقلم / محمـــد الدكــروري
الدكروري يكتب عن رمضان شامة العام وتاج الشهور
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان المبارك وأنه هو شهر الإنتصارات والفتوحات، فقد ضرب المسلمون أروع ألأمثلة في صدق إيمانهم، وقد كشفوا عن صدق معدنهم في الثالث والعشرين من رمضان سنة خمسمائة وثمانية وعشرين من الهجرة فى معركة إفراغة فى الأندلس، عندما انتصر أهل مدينة إفراغة فى جنوب شرق الأندلس على جحافل الصليبين بقيادة ألفونسو المحارب، الذى جمع الرهبان والقساوسة وأقسم على الإنجيل أن لا يغادر أسوار إفراغة حتى يفتحها ويذبح أهلها جميعا، ولكن قسمه صادف إرادة حديدية، وعزيمة فولاذية، وإيمانا راسخا، تطيش معه الجبال، وانتصر أهل إفراغة، وقتل ألفونسو المحارب تحت أسوار إفراغة، وقد كشفوا عن صدق معدنهم أيضا في معركة يلختير في رمضان.
سنة الف ومائتان وأربعه وتسعين من الهجرة عندما انتصر العثمانيون بقيادة أحمد مختار باشا وكانوا أقل من خمسين ألف مقاتل، انتصروا على الروس القياصرة وكانوا أكثر من سبعمائة ألف مقاتل، في واحدة من أساطير المعارك الدولية بين الروس والعثمانيين، فى أواخر القرن التاسع عشر ميلادى، فكم لله عز وجل علينا من نعم ظاهرة وباطنة أسبغها علينا، وكم لله عز وجل من خير وفضل أفاض به علينا، واختص به أمة الإسلام دون غيرها من الأمم، ولم يعلم الناس ما عند الله عز وجل فى شهر رمضان من الرحمات والبركات والخيرات ما فرط المفرطون وقصر المقصرون وغفل عن ذكره الغافلون، فالله عز وجل قد أودع شهر رمضان الكثير من الأسرار والكنوز، التى جعلت هذا الشهر المبارك.
شامة العام وتاج الشهور ودرة الزمان، فكما أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن والصدقة والإطعام والعبادات الكثيرة، فإن شهر رمضان أيضا هو شهر الانتصارات، وشهر العزة والكرامة، فالله عز وجل جعل شهر رمضان شهر ميلاد الأمة الإسلامية، حين أضاء وحيُ السماء ظلمات الأرض، وبدد نور الهداية ظلمات الشرك والجاهلية والخرافة، فكان رمضان عهدا جديدا استقبلت به البشرية خير رسل الله وآخر رسالات السماء، فكان رمضان نقطة تحول في مسيرة البشرية، بنزول القرآن الكريم كان انتصارا للنور على الظلام، والحق على الباطل، والتوحيد على الشرك، والطهارة والنقاء على الفحش والعهر، ولقد أظلنا شهر عظيم مبارك نزلت فيه آيات القرآن الكريم، فهو شهر ارتفعت فيه رايات المسلمين عالية خفاقة.
شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، فما أعظمه من شهر، وما أعظم فضله، شهر انتصارات المسلمين التى ما زالوا يفاخرون بها، ويمنون أنفسهم بالرجوع إلى زمنها، ليس فقط في شهر رمضان بل في الشهور كلها، ولم تأت هذه الانتصارات إلا بعد أن تمسكوا بشرع الله القويم، وبكتابه الحكيم، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن فضائل هذا الشهر العظيم أن الله عز وجل قد جعله شهر النصر والحسم في مواقف كثيرة فإن هذا الشهر قد وقعت فيه العديد من الأحداث العظام والمواقف الجسام التي مثلت تحولا كبيرا في حياة الأمة، فمعاني الانتصارات وأبجديات العزة وأصول الكرامة قد تجسدت فى شهر رمضان الكريم.