الدكروري يكتب عن سبحان الذى بيده ملكوت كل شيء
الدكروري يكتب عن سبحان الذى بيده ملكوت كل شيء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن سبحان الذى بيده ملكوت كل شيء
إن كل شيء بقدر من الله عز وجل، فهو سبحانه القائل فى سورة يس ” فسبحان الذى بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون” وهو سبحانه الذي كتب على نفسه الرحمة، وقد وسعت رحمته كل شيء، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأنعام ” قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه” وقال عز وجل في سورة الأعراف ” ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون” فيتوجّب على كل من أراد رضى الله وسعى إليه أن يحرص على القيام بالأعمال التي يحبها الله ويرضاها، ويبتعد عن سخطه، فيؤمن بالله عز وجل، ويتعلم ما أراد الله سبحانه منه، ويمتثل أوامره ويجتنب نواهيه، وأن يخلص في عبادته.
متبعا لسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد جاءت نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية مبينة ما يحب الله من عباده أن يفعلوه، فالله سبحانه يرضى عن المؤمنين الشاكرين الذين يوالون فيه سبحانه ويعادون فيه، وكما يحب الله تعالى من عباده التوابين الذين إذا أذنبوا أي ذنب عادوا إلى الله واستغفروه وتابوا إليه، والمتطهرين الذين هم دائما على طهارة، فقد قال الله سبحانه وتعالى ” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” وكذلك يحب الله تعالى المتقين المتصفين بالتقوى، والمحسنين فقال الله تعالى ” إن الله يحب المحسنين” والمقسطين، والمتوكلين، والصابرين، والذين يتبعون الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وإن الرحمة في أفقها الواسع وامتدادها المطلق صفة رب العالمين.
الذي سمى نفسه رحمانا رحيما، وجعل رحمته تسبق غضبه، وشمل بها كل موجود، ولذلك أراد الإسلام أن يطبع الناس بالرحمة الشاملة، وأن يغرس جذورها في قلوبهم، حتى تمتلئ هذه القلوب خيرا وبرا، كما أمر الإسلام بالتراحم العام بين سائر العباد، وجعل ذلك من دلائل تمام الإيمان وكمال اليقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لن تؤمنوا حتى تَرحموا” قالوا يا رسول الله، كلنا رحيم، قال ” إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة” وقد ثبت في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان رحيما بالناس، وحتى بالحيوانات والجمادات وباقي المخلوقات، فمن هنا نفهم أن الإسلام يوسع آفاق الرحمة حتى تشمل جوانب فسيحة من الحياة، وعددا ضخما من الأحياء.
وحتى يتحقق وعد الله تعالى الذي أخبر به رسول الله “الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” فالرحمة صفة ربانية عظيمة، وخصلة نبوية كريمة، وعاطفة إنسانية نبيلة، تبعث على فعل الخير، وتدفع إلى بذل المعروف، وتحث المؤمنين على التعاون والتضامن والإيثار، وتغرس في قلوبهم الرقة والرأفة والحنان، والرفق والعطف والإحسان، وتحقق فيهم الأخوة الصادقة التي أرادها الله تعالى بقوله كما جاء فى سورة الحجرات ” إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” فرجاء رحمة الله تعالى مشروط بشروط، ومتوقف على ضوابط، منها تراحم العباد فيما بينهم بدليل نص الحديث ” الراحمون يرحمهم الرحمان، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”