المقالات

الدكروري يكتب عن شعبان ودروس تحويل القبلة

الدكروري يكتب عن شعبان ودروس تحويل القبلة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد شرّفكم الله تبارك تعالى بهذا الكتاب المبارك، فتدبروا آياته، وتفكروا في بيناته، وقفوا عند عظاته، وإياكم والهذ والبذ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قال له إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال ابن مسعود “هذا كهذ الشعر؟ إن قوما يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع” رواه مسلم، فاحرصوا على تدبر القرآن، فإن الغاية من إنزال القرآن هو تدبره والعمل به، فقال الحسن البصري رحمه الله “نزل القرآن ليُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملا” ويقول تعالي في سورة الفرقان ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما” وإن من دروس تحويل القبلة هو بيان مكانة الصلاة فلقد سماها القران الكريم إيمانا، إذ يقول الله عز وجل في سورة البقرة.

” وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، لما وجه النبي صلي الله عليه وسلم إلي الكعبة، قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلي بيت المقدس؟ فأنزل الله عز وجل قوله تعالي “وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم” فالصلاة عبادة جليلة يشترك فيها أهل السماء مع أهل الأرض، فعن حكيم بن حزم قال بينما رسول الله صلي الله عليه وسلم في أصحابة، إذ قال لهم ” تسمعون ما أسمع؟ قالوا ما نسمع من شيء، قال ” إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تبط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم” فإن الصلاة هي أم العبادات وأساس الطاعات، فهي راحة كل مهموم وفرج لكل مكروب فيها يناجى العبد مولاه.

وهو منه اقرب ما يكون ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول “أرحنا بها يا بلال” كما عند أحمد وأبو داود، ومن دروس تحويل القبلة، هي مكانة المسجد الأقصى، والرباط الوثيق بينه وبين المسجد الحرام، فللمسجد الأقصى مكانة كبرى في الإسلام فلقد شرفه الله تعالى ووصف أرضه بالبركة، فقال تعالى في مستهلّ سورة الإسراء “سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله” فمن الآية يتضح انه منتهى إسراء النبي صلى الله عليه وسلم، و بداية المعراج إلى الملأ الأعلى، وهو قبلة المسلمين الأولى، وهو أرض المحشر والمنشر، فعن ميمونة مولاة النبي صلي الله عليه وسلم قالت قلت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس، قال ” أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلو فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيرة”

وهو ثاني مسجد وضع في الأرض، كما ورد في الحديث الشريف عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قَال، قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال ” المسجد الحرام” قلت ثم أي؟ قال ” المسجد الأقصي” قلت كم بينهما؟ قال أربعون سنة، وأينما أدركتك الصلاة فصلي فهو مسجد” رواه مسلم، وفي ذلك كله توجيه للمسلمين بأن يقدروهما حق قدرهما، وإن هذا الحدث الجليل وهو حدث تحويل القبلة ليبعث على تحويل القلوب والنفوس نحو الخير، نحو السماحة والوسطية واليسر، نحو، مزيد من العمل والإنتاج، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتي يغرسها، فليغرسها” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقي بعدها أبدا” رواه الطبراني.

 

الدكروري يكتب عن شعبان ودروس تحويل القبلة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار