شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن عبادة جبر الخواطر

الدكروري يكتب عن عبادة جبر الخواطر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الإنسان قد كرمه مولاه، وأعلن تكريمه في خير دين أنزله الله، وقال في هذا التكريم ” ولقد كرمنا بني آدم” وفي هذا التكريم جعل هذا الدين القويم الإنسان مُكرّما على كل أشكاله، ومختلف ألوانه، فلم يفرّق بين أبيض ولا أسود، ولا أصفر ولا أحمر، بل جعل الناس سواءا لا تفاضل بينهم إلا بتقوى القلوب والعمل الصالح، ولقد كرّم هذا الإنسان فحرّم على أى إنسان أن يمتد إليه أذى سواء بلسانه أو بيده أو بآلة أو بأي شئ يملكه أو يستطيعه، فجعل من يسبّ إنسانا فاسقاً خارجا عن شرع الله، وقال في ذلك الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم ” سباب المؤمن فسوق” وجعل قتاله كفرا، فقال ” وقتاله كفر ” وأي مؤمنين يصطرعان نهاهما معا أن تمتد يدي أحدهما على الآخر، ويقول الله تعالى ” ولسوف يعطيك ربك فترضى”

 

وهنا تتجلى رحمة الله سبحانه وتعالى بفؤاد العباد الذي تارة يعلو وتارة أخرى يسقط فحث الله سبحانه وتعالى في نفوس المؤمنين بقوله أطمئن ياعبدي إن الله سبحانه وتعالى سوف يعطيك فترضى، وهنا أجبر الله سبحانه وتعالى خاطر العباد المكروبين، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أحب الناس إلى مكة وفي يوم أجبر من سخط الكفار تركها، فوعده الله سبحانه وتعالى بلطف بقوله يا محمد سوف نردك إليها مرة أخرى فلا تحزن لتثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا أجبر الله جل علاه خاطر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول الله تعالى فى سورة المائدة ” إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم” فعندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم، تلك الآيه بكى بشدة.

 

ورفع يديه وقال “أمتي أمتي وبكى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم بما يبكي محمد، ولكن سأله جبريل ما يبكيك؟ ثم رجع مرة أخرى فأخبر الله سبحانه وتعالى فقال الله جل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك، فأجبر جل علاه بخاطر النبي صلى الله عليه وسلم، فمن تلك المواقف والآيات والأحاديث يتبين لنا أن ما توجد عبادة أفضل من عبادة جبر الخواطر لأنها تبين الرحمة الموجودة لدى العبد، ويحب الله عباده الذين يملكون ليونة القلب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” وتوجد أقوال في جبر الخواطر كثيرة، والتي تؤكد لنا أن جبر الخواطر ما هو إلا عمل تقوم به يرده الله لك بشكل مُختلف.

 

وبالطبع أهمية المساعدة لا تشكل أهمية واحدة بل تمتد لتصل إلى المجتمع ككل، فهناك فئة كبيرة من الناس يحتاج إلى المساعدة والمساعدة هنا ليس المقصود بها المادية فقط، حيث يأخذ جبر الخواطر أشكال متعددة منها المساعدة المادية أو الجسدية أو المعنوية والتي تأخذ الأخيرة أيضا أشكال متعددة، من رحمة الله علينا أنه لم يضع ضوابط أو تقويم للجبر ليسهل على جميع الناس القيام به، وتزدحم سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالكثير من الأقوال عن جبر الخواطر تجعل الإنسان أكثر شوقا إلى أنه يقوم به، كقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من يرفع عن مؤمن كآبة الدنيا، ينقذه الله من مشقة الآخرة” ومن أول وأبهى صور الإيمان هو المساعدة لوجه الله تعالى، فهذا التصرف نابع من الرحمة والعطف.

 

 

الذي حثنا الله سبحانه وتعالى عليه في الحياة الدنيا، ومن إحدى أبسط أشكال جبر الخواطر هو الدعاء في الخفاء، وهو ليس الأبسط بل والأسرع بإذن الله في جبر الخاطر من يدعى له وأيضا الداعي، لأن الملائكة تردد الدعاء بقولها ولك المثل، وتوجد الكثير من القصص التي تقول أن الله سبحانه وتعالى أجبر بخاطر من يقوم بالمساعدة في نفس التوقيت، فإن جبر الخواطر عبادة يسيرة، ليس شرطا أن تبذل فيها مالا، أوجهدا، فيمكن أن تتحقق بابتسامة، أو مسحة على رأس يتيم، أو إماطة أذى، أو تواضع مع الغير ورفع الحرج عنهم وهكذا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار