الدكروري يكتب عن عقوبات الله عز وجل لعبادة العصاة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 6 نوفمبر
الدكروري يكتب عن عقوبات الله عز وجل لعبادة العصاة
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى
الله عليه وسلم سيد الأنام أما بعد فإن الضرب كوسيلة للعقاب للأبناء لا يلجأ إليه الوالدان
إلا لحظة الانفعال من تصرفات الأبناء، وعدم التفكير بروية للتعامل مع الخطأ الذي
قام به الابن، فيكون الضرب أقرب وسيلة للعقاب والردع، كما ترى أن الضرب لا يصلح
لكل الأعمار، ولا كل المواقف، فتوجد وسائل أخرى كثيرة مثل الحرمان من الخروج،
فلا بد أن يختار الوالدان الأسلوب المناسب للمواقف المختلفة، للتعامل مع الأبناء حال
الإثابة أو العقاب، حتى لا يعتاد الأبناء على أسلوب وحيد في العقاب، فيصبح بلا قيمة،
ولا ردع، ولا تأثير، بالإضافة إلى ضرورة معرفة الآباء، ودرايتهم باحتياجات الأبناء،
واستخدام الأساليب الأحدث في التربية الحديثة.
وكذلك ضرورة التوازن في معاملة الأبناء عند اقترافهم بعض الأخطاء إذ يوجد أخطاء
تنتج عن عدم فهمهم للمواقف، وما هو التصرف اللائق، وهنا يعذر الأبناء، ولا يعاقبون
بل على الوالدين تفهيمهم نوعيةَ التصرف اللائق والمناسب، وإن من من عقوبات الله عز
وجل لعبادة العصاة هو الخسف والزلازل وقد عُذب بالخسف أمم ذكرها الله تعالى
في تعداد أنواع المعذبين فقال سبحانه وتعالي ” ومنهم من خسفنا به الأرض”
ومن الأمم التي عذبت به قوم لوط عليه السلام، ثم أتبعت قراهم بحمم وحجارة من نار
أحرقتهم، وانقلبت عليهم ديارهم بأمر الله تعالى، ثم هوت بهم من عالي إلى أسفل،
وإن الخسف عقوبة من الله تعالى ينزله بمن شاء من عباده، فيخسف بهم ديارهم،
ويقلب عليهم عمرانهم.
وقد جاء التهديد به في القرآن في آيات عدة، والخسف قد يكون وسط اليابسة،
وقد يقع في سواحل البحار فيبتلع مدن الشواطئ، كما شهدناه في تسونامي وغيره
إذ خُسف بساحل البحر فارتفع مده حتى غمر المدن التي بقربه، وفي كل نائبة أو نازلة
تنزل بكم في مال أو صحة أو ولد أو غير ذلك، وتوسلوا إليه تعالى بأسمائه الحسنى
كما أمركم قائلين اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلا، كذا مما تحتاجون
إليه في أمر دينكم ودنياكم، وإذا دعوتم الله فتجنبوا موانع الإجابة كأكل الحرام،
ودعاء بإثم أو قطيعة رحم، وتحروا أوقاتها وأحوالها الفاضلة كآخر الليل وكيوم عرفة،
وشهر رمضان، ويوم الجمعة، وخصوصا ما بين أن يحضر الإمام إلى أن تقضى الصلاة،
وما بين صلاة العصر وغروب الشمس، وكأدبار الصلوات.
وما بين الأذان والإقامة وحالة السجود، وحالة نزول الغيث وحالة رقّة القلب،
وتفرغه وحضوره، واحذروا أن تهنوا فتكسلوا، أو تقولوا دعونا فلم يستجب لنا،
فقد روى الإمام أحمد رحمه الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال “لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل، قيل وكيف يستعجل؟ قال “
يقول دعوت فلم يُستجب لي” وأن يوقن بأن الذي يتوكل على ربه فإنما يأوي إلى ركن
شديد، وأن يوقن بأن الله هو الذي ينجّي من الكربات، من كربات البحر، ومن الكربات
المالية، ومن جميع أنواع الكرب، وهكذا يؤمن العبد أيضا بأن المستقبل بيد الله،
وأنه لا يمكن لأحد أن يؤمن مستقبله، ومن قال أنا أمنت مستقبلي، أو أمنت مستقبل
أولادى فهو واهم لأن هنالك مفاجآت، وأحداث عظام لا يعلمها إلا الله،
وكم من الناس قد اعتمدوا على أرصدة فتبخرت، وكم من الناس قد اعتمدوا
على أشياء فتلفت واحترقت.