المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن عندما احترقت الكعبة

الدكروري يكتب عن عندما احترقت الكعبة

الدكروري يكتب عن عندما احترقت الكعبة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن عندما احترقت الكعبة

لقد ظلت الكعبة المشرفة فترة طويلة منذ أن أقام بناءها الخليل إبراهيم والحليم إسماعيل عليهما السلام على حالها إلى أن تم إعادة بنائها على يد قريش في الجاهلية، بعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاما بعد أن حدث حريق كبير بالكعبة، نتج عن محاولة امرأة من قريش تبخير الكعبة فاشتعلت النار وضعف البناء، ثم جاء سيل حطم أجزاء الكعبة، فأعادت قريش بناء الكعبة، وقد حضره النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يبلغ من العمر حينها خمسة وثلاثون سنة وشارك بنفسه الشريفة أعمامه في العمل، ولما أرادت قريش في هذا البناء أن ترفع الحجر الأسود لتضعه في مكانه اختصمت فيما بينها، حتى كانت تقع الحرب، ثم اصطلحوا على أن يحكم بينهم أول رجل يخرج من عليهم من هذه السكة.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج فقضى بينهم، أن يجعلوا الحجر الأسود في مرط، أي كساء ثم يرفعه زعماء القبائل فرفعوه ثم ارتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه بيده الشريفة مكانه، ويجب أن نشير أيضا أن قصي بن كلاب وهو أحد أجداد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من سقف الكعبة، حيث قام بسقفها بخشب الدوم وجريد النخيل، وذلك قبل بناء قريش للكعبة بزمن طويل، ومنذ أن بنى الخليل إبراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة، ونادى في الخلق بالحج إليها، وهي محل تعظيم وإجلال واهتمام، وقد اعتنى بها سكان مكة بل وغير سكانها فكسوا الكعبة ورمموا بناءها، ولما جاء الإسلام زادها الله تعظيما وتشريفا، ولم تتح الفرصة للمسلمين لأداء الصلاة في المسجد الحرام قبل الهجرة إلا نادرا.

وفي حالات خاصة سواء قبل الهجرة أو بعدها، فقد كانت قريش تمنعهم من الصلاة فيه بشكل عام وفي ذلك الوقت أسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أسرى من المسجد الحرام إلى بيت المسجد الأقصى حيث كان صلى الله عليه وسلم مضطجعا في الحطيم فأتاه جبريل عليه السلام وأسرى به من هناك، وكانت الكعبة بصفة خاصة والمسجد الحرام بشكل عام بيد قبيلة قريش، وإن من حرمتها وفضائلها هو أن الله تعالى أخبر أنها أم القرى، فالقرى كلها تبع لها وفرع عليها، ومنها أنها قبلة لأهل الأرض كلهم فليس على وجه الأرض قبلة غيرها، ومن حرمتها وفضائلها الأمن لداخل الحرم، وإن من حرمتها وفضائلها أن الله اختارها لمناسك الحج وجعل القصد إليها عبادة ترفع بها الدرجات وتمحى بها السيئات.ومنها أن مكة خير البلاد وأحبها إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن حرمتها وفضائلها أن الله جعلها مسرى نبيه محمد صلى اللهُ عليه وسلم إلى السماء، ومنها أن الرحال لا تشد للسفر إلى غير المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى، ومن حرمتها وفضائلها أن الله سبحانه أضاف البيت الحرام في مكة إلى نفسه، فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من الإجلال والتعظيم والمحبة ما اقتضته، ولو لم يكن له شرف إلا إضافته إياه لنفسه لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفا، ومنها أن الله تعالى عطف القلوب إلى بيته الحرام وجعله مثابة للناس، أى يثوبون إليه على تعاقب الأعوام من جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطرا، بل كلما ازدادوا زيارة له، ازدادوا له اشتياقا.

الدكروري يكتب عن عندما احترقت الكعبة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار