أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن فتوحات الدولة الأموية في أوروبا

الدكروري يكتب عن فتوحات الدولة الأموية في أوروبا

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد كان للقائد الأموي عبد الرحمن الغافقي بالأندلس عدة إنتصارات كبيرة، حيث زحف القائد الأموي عبد الرحمن الغافقي على مدينة آرل على نهر الرون لامتناعها عن أداء الجزية، وهى مدينة وبلدية في إقليم بوش دو رون بجنوب فرنسا، ونهر نهر الرون، هو واحد من الأنهار الرئيسية في أوروبا، وينبع من سويسرا ويصب في جنوب شرق فرنسا،وقرب مصبه في البحر الأبيض المتوسط يتفرع إلى فرعين الفرع الأول ويعرف بالرون العظيم، والفرع الثاني يعرف بالرون الصغير، ثم هزم جيش الدوق أودو دوق أقطانيا في معركة على ضفاف النهر، ثم عبر نهر الغارون واجتاح أقطانيا، والغارون هو نهر يقع في جنوب غرب فرنسا، وينبع النهر من الجانب الإسباني لجبال البرانس.

ويجري الغارون في إتجاهٍ عام شمالي غربي حتى مصبه في المحيط الأطلسي، وقد استولى عبد الرحمن على عاصمتها بردال بعد حصار قصير، وهى مدينة فرنسية، وقد عرفها العرب باسم برديل، وهى تقع على نهر غارون في جنوب غرب البلاد، بالقرب من مصب النهر عند خليج غاسكونيا، فى المحيط الأطلسي، حيث تعد مدينة بوردو، من المدن الأشهر عالميا، بين المدن الفرنسية، وبعد باريس مباشرة، وهذه الشهرة التي تحملها إلى كافة أنحاء العالم، لم تأت من زراعة الدالية فقط التي تشتهر بها المدينة، بل هي آتية من تاريخ طويل تمتلكه المدينة، ومنها اتجه عبد الرحمن إلى برجونية، واستولى على ليون وبيزانسون، ثم عبر اللوار قاصدا عاصمة الفرنج، بعد أن جنى جيش المسلمين من حملته تلك مغانم عظيمة.

وبعد أن انهزم أودو أمام جيش المسلمين، لجأ إلى كارل مارتل يطلب العون والمدد، فأجابه كارل إلى ذلك، وكارل هو قائد عسكري فرنجي وكان الحاكم الفعلي للإمبراطورية الفرنجية وقد عرف لدى العرب القدماء باسم قارله، ومعنى اسمه شارل المطرقة، وكان رئيس البلاط ودوق الفرنكيين مؤسس الإمبراطورية الكارولينجية انتصر على والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي في معركة بلاط الشهداء، وقد جمع مارتل جيشا من من الغاليين والجرمان وزحف به لمقابلة جيش المسلمين، التقى الجيشان في وادى يقع بين مدينتي تور وبواتييه في معركة دامت لأكثر من سبعة أيام، وفي يومها الأخير، حدث خلل في صفوف المسلمين نتيجة اختراق بعض رجال مارتل لمعسكر غنائم المسلمين.

مما دفع عدد كبير من المسلمين للتراجع للدفاع عن غنائمهم، وحاول عبد الرحمن حينئذ تنظيم صفوف المسلمين مجددا وإعادة النظام لجيشه، إلا أنه سقط صريعا بسهم أودى بحياته، فازداد اضطراب جيش المسلمين، وكثر القتل فيهم، وعند الليل انفصل الجيشان، لكن حال اختلاف المسلمين فيما بينهم على استكمال المعركة، فانسحبوا في الليل مخلفين ورائهم جرحاهم، وكانت وفاة عبد الرحمن الغافقى في السابع والعشرين من شهر شعبان سنة مائه وأربعة عشر من الهجره، وقد عرفت تلك المعركة باسم معركة بلاط الشهداء، وهي معركة كانت بين قوات مسلمين تحت لواء الدولة الأموية، بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي من جهة، وقوات الفرنجة والبورغنديين بقيادة شارل مارتل من جهة أخرى.

وانتهت بانتصار قوات الفرنجة وانسحاب جيش المسلمين بعد مقتل قائده عبد الرحمن الغافقي، وقد اعتبر مؤرخو الفرنجة في القرن التاسع، نتيجة المعركة حكم إلهي لصالح الفرنجة، كما اكتسب شارل مارتل من حينها لقبه الذي يعني المطرقة، وقد قيل أن قوات الفرنجة انتصرت في المعركة دون أن يكون لديهم سلاح فرسان، وقد أشاد المؤرخون المسيحيون المتأخرون في فترة ما قبل القرن العشرين بشارل مارتل وعدّوه بطل المسيحية، واصفين المعركة بنقطة التحول الحاسمة في الكفاح ضد الإسلام، مما حفظ المسيحية كديانة لأوروبا.

الدكروري يكتب عن فتوحات الدولة الأموية في أوروبا


اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار