الدكروري يكتب عن كيف نحتفل بالنبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن نبينا الكريم وقدوتنا الحسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قد مكرت به قريش في جاهليتها، فآذوه، وعذبوا أصحابه، وأخرجوه من بلده، وخططوا لقتله وحاربوه في دينه ومعتقده، وقاتلوه وقتلوا أصحابه، وكانوا حريصين على قتله، ومع كل ذلك يوم أن مكنه الله تعالى من رقابهم يوم فتح مكة، فقد خاطبهم صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على باب الكعبة، وهم وقوف تحت قدميه، فقال لهم ما تظنون أني فاعل بكم؟ فجاءه الرد من قلوب خائفة ذليلة وجلة “أخ كريم وابن أخ كريم” فماذا فعل فيهم صلى الله عليه وسلم؟ فقد خاطبهم بذلك الخطاب الذي يمسك بأذن التاريخ والبشرية، ليصب فيها أروع صور العفو والمسامحة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” مع كل ما فعلتموه “أذهبوا فأنتم الطلقاء”
مع كل ما ارتكبتموه “أذهبوا فأنتم الطلقاء” فهكذا يجب أن يكون المجتمع الإسلامى فهو مجتمع عفيف طاهر، لم يتمرغ في أوحال الدنس والقذارة الأخلاقية، بعيد كل البعد عن الأسباب التي تدنسه كالنظر للنساء الأجنبيات، وسماع الغناء الماجن المحرم، والاختلاط بين الرجال والنساء وكل ذلك حفاظا عن الأعراض والأنساب، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الأنعام ” ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن” وقال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم فى سورة الإسراء ” ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ” وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قَال” ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ”
وإن المجتمع الإسلامى هو مجتمع آمن، وإن الأمن من ضروريات الحياة فليس الأمن بالأمر اليسير أو السهل فهو من ضروريات الحياة فالإنسان لا يمكن أن يعيش بهناء وسعادة وينام قرير العين بدون الأمن، وإن كثير من العبادات وكثير من الأعمال الصالحة لا يمكن أن تكون بدون الأمن، فالأمن ضرورة حياتيه مثل الطعام والشراب، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره” وقد عني الإسلام بهذا الأمر عناية فائقة واتخذ عددا من الطرق والعوامل لتحقيق الأمن في المجتمع الإسلامي ومنها هو العناية بالفرد وتربيته وتنشئته تنشئه صالحة.
لأن المجتمع يتكون من عدد من الأفراد فإذا كان الفرد المسلم عنده وازع إيماني يعصمه من ارتكاب الجريمة وإيذاء الناس، صار هذا فيه حفظ للمجتمع المسلم من شرور هذا الفرد، والمجتمع كله هو مجموعة من الأفراد ولذلك نجد أن الإسلام عني بتنشئة البيت المسلم من البداية فوجه الرجل إلى الزواج بذات الدين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأه لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ” فإذا أردت أن تحتفل بذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام فكر في الطرف الآخر، في الشاردين، في المقصرين، في الذين لا يصلون، في الذين لا يرتادون بيوت الله، في الذين لا يعرفون عن الله شيئا، هؤلاء اجمعهم، حدثهم أنت، إن كانوا أصدقاءك، أو جيرانك.
أو أقرباءك، اجمعهم، ادعهم إلى طعام، ادعهم إلى ضيافة، حدثهم عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إن كنت أنت تحسن ذلك أو ادع من يحدثهم بهذا، هذا هو الاحتفال المُجدي الذي تضم فيه طرفا آخر إلى جماعة المؤمنين، وكذلك أن تعرف الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تطعمهم الطعام هذا ليس بدعة هذا من الدين، ولكن البدعة أن تقول إن الاحتفال بذكرى المولد من العبادة، هو ليس من العبادة، ولكن نشاط يقوم به المؤمن وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.