شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن ليلة النصف من شعبان

لقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن ليلة النصف من شعبان

الدكروري يكتب عن ليلة النصف من شعبان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن ليلة النصف من شعبان حيث قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى عن ليلة النصف من شعبان، والحاصل أن لهذه الليلة فضلا وأنه يقع فيها مغفرة مخصوصة واستجابة مخصوصة ومن ثم قال الشافعي رضي الله عنه إن الدعاء يستجاب فيها، وقال ابن نجيم من الحنفية في البحر الرائق، ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وقال أبو عبد الله المواق المالكي في التاج والإكليل لمختصر خليل وقد رغب في صيام شعبان وقيل فيه ترفع الأعمال ورغب في صيام يوم نصفه وقيام تلك الليلة، وقال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل ليلة نصف شعبان.

 

وبالجملة فهذه الليلة، وإن لم تكن ليلة القدر فلها فضل عظيم وخير جسيم وكان السلف رضي الله عنهم يعظمونها ويشمرون لها قبل إتيانها فما تأتيهم إلا وهم متأهبون للقائها، والقيام بحرمتها على ما قد علم، من احترامهم للشعائر على ما تقدم ذكره هذا هو التعظيم الشرعي لهذه الليلة، وقال منصور البهوتى الحنبلى في كشاف القناع عن متن الإقناع، وفي استحباب قيامها أي ليلة النصف من شعبان وهو ما في إحياء ليلة العيد هذا معنى كلام عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي في كتابه المسمى اللطائف في الوظائف، قال الحافظ زين الدين ابن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي في لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، وأما صيام يوم النصف منه فغير منهي عنه فإنه من جملة أيام البيض الغر. 

 

المندوب إلى صيامها من كل شهر وقد ورد الأمر بصيامه من شعبان بخصوصه، وذكر ابن رجب أن ليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، ووافقهم على تعظيمها طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم، وقال ابن رجب أيضا فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة أي ليلة النصف من شعبان لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب وأن يقدم على ذلك التوبة فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب، ويتعين على المسلم أن يجتنب الذنوب التي تمنع من المغفرة وقبول الدعاء في تلك الليلة وقد روي أنها الشرك وقتل النفس والزنا وهذه الثلاثة أعظم الذنوب عند الله. 

 

كما في حديث ابن مسعود المتفق على صحته، وإلى أولئك المشوشين الذين يحرمون إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والذكر والدعاء ولو فرادى، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، فإن الله جعل مرور الأوقات تذكرة لعباده المؤمنين، وللمؤمن في كل وقت من الأوقات عبودية لله، ومن سعادة العبد أن يعرف شرف الزمن وقيمة الوقت، وأن يعرف وظائف الأوقات حتى يعمرها بطاعة الله، والمسلم دائما يهتم بواجب الوقت الذي هو فيه، ويغتنم الفرص في كل زمان ليحقق عبوديته لله سبحانه وتعالي التي خُلق من أجلها.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار