المقالات

الدكروري يكتب عن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم

الدكروري يكتب عن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أجمل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ثلاث نظائر في متونها، ملؤها العبر والدروس والحكمة لا تصافه سبحانه وتعالى بها، وهي الرحمة والإنعام والمغفرة، والعاقبة لمن أبى وأستكبر وكذب بالحسنى من عباده في عبادته جل شأنه، فينبغي أن يبقى الإنسان على اتصال دائم ومستمر مع ربه في كل عمل يقدم إليه، بل وفي كل خطوة يخطوها في حياته العريضة الجوانب ومترامية الأطراف، وروي عن النعمان بن بشير قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى” مسلم، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما قتل جعفر بن أبي طالب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنهم قد شغلوا”

وعن المنذر بن جرير عن أبيه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال فجاءه قوم حفاة عراة، مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلال فأذن وأقام، فصلى ثم خطب، فقال ” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا” والآية التي في الحشر ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” وتصدق رجل من ديناره من درهمه، من ثوبه من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال ولو بشق تمرة، قال فجاء رجل من الأنصار بصُرة كادت كفه تعجز عنها.

بل قد عجزت، قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء” مسلم، وقد قال ابن القيم المواساة للمؤمنين أنواع، هى مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن بالخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم، ومواساة بالتوجع لهم، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة، فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة، وكلما قوي قويت، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله.

فلا تباعه من المواساة بحسب إتباعهم له، فأين نحن من مواساة إخواننا الفقراء والمساكين، فإن الإسلام هو دين الرحمة والمواساة مع جميع الناس على اختلاف عقائدهم وجنسياتهم، ومبادئ الإسلام، الربانية المباركة، تسمو على كل المبادئ والقيم التي وضعها الناس من عند أنفسهم لأن الدين الإسلامي تشريع من لدن حكيم عليم، يهدف إلى إصلاح أمور الناس في الدنيا والآخرة، وهذا ظاهر لكل من تأمل أحكام الشريعة الإسلامية المباركة، التي تفي بمصالح الناس في كل زمان ومكان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه “من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فمن تبِع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا،

قال صلى الله عليه وسلم “من أطعم اليوم منكم مسكينا؟ قال أبو بكر أنا، قال صلى الله عليه وسلم “فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا، فقال صلى الله عليه وسلم “ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة” رواه مسلم.

الدكروري يكتب عن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار