المقالات

الدكروري يكتب عن والي مصر عقبة بن عامر

الدكروري يكتب عن والي مصر عقبة بن عامر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن والي مصر عقبة بن عامر

لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن الصحابي الجليل عقبة بن عامر فقيل أنه كان عقبة قارئا فقيها عالما بالفرائض شاعرا فصيح اللسان، وقائدا من قادة الفتح المرموقين وواليا من ولاة الإسلام المعدودين، وقد جعل عقبة همه في أمرين اثنين، هم العلم والجهاد، وانصرف إليهما بروحه وجسده، وبذل لهما من ذاته أسخى البذل وأكرمه، وكان عقبة من أحسن الناس صوتا بالقرآن الكريم، فتصغى لترتيله أفئدة الصحابة الكرام، وتخشع له قلوبهم وتفيض عيونهم بالدمع من خشية الله، وقال أبى عبد الرحمن الجبلى أن عقبة بن عامر كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، حتى قال له عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أعرض عليا شيئا من كتاب الله يا عقبة. 

 

فقرأ فبكى عمر بن الخطاب، حتى بللت دموعه لحيته، وقد شهد عقبة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحدا وما بعدها من الغزوات، وكان أحد الكماة الأشاوس المغاوير، الذين أبلوا يوم فتح دمشق أعز البلاء وأعظمه، فكافأه أبو عبيدة بن الجراح على حسن بلائه بأن بعثه بشيرا إلى عمر بن الخطاب في المدينة ليبشره بالفتح، فظل ثمانية أيام بلياليها من الجمعة إلى الجمعة يغذ السير دون انقطاع، حتى بشر الفاروق عمر بالفتح العظيم، ثم إنه كان أحد قادة جيوش المسلمين التي فتحت مصر فكافأه أمير المسلمين معاوية بن أبي سفيان بأن جعله واليا عليها ثلاث سنوات، ثم وجهه لغزو جزيرة رودس في البحر الأبيض المتوسط، وقد بلغ ولع عقبة بالجهاد فى سبيل الله. 

 

أنه وعى أحاديث الجهاد في صدره واختص بروايتها إلى المسلمين، كما كان عقبة من رواة الحديث، وروى عنه من الصحابة جابر، وابن عباس، وأبو أمامة، ومسلمة بن مخلد، وأما رواته من التابعين فكثيرون، ويقول الناسخ بن غنيم قال ابن الجوزي في كشف المشكل، أنه جملة ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خمسة وخمسون حديثا، وقد أخرج له في الصحيحين سبعة عشر حديثا، وكان عقبة ولع بالجهاد والرماية إلى درجة أنه كان إذا أراد أن يتلهى تلهى بالرمى، وفي عهد الخليفة أبو بكر الصديق فقد خرج عقبة إلى فتوح الشام، وفي عهد عمر بن الخطاب كان البشير إلى المدينة بفتح دمشق، ثم وقف مع معاوية بن أبي سفيان أيام الفتنة، وقد ولاه معاوية بن أبى سفيان مصر. 

 

خلفا لأخيه عتبة بن أبي سفيان، فسار فيها أحسن سيرة حتى بعثه معاوية لفتح رودس، وبعث مسلمة بن مخلد الأنصاري خلفا له على مصر، ودامت ولاية عقبة على مصر سنتين وثلاثة أشهر، ثم شارك بعد ذلك في حصار القسطنطينية تحت إمرة يزيد بن معاوية، ولما مرض عقبة بن عامر مرض الموت الذى مات فيه، فقيل أنه جمع بنيه فأوصاهم فقال لهم يا بنى أنهاكم عن ثلاث فاحتفظوا بهن؟ “لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقة، ولا تستدينوا ولو لبستم العباء وهو كساء مفتوح من الأمام، ولا تكتبوا شعرا فتشغلوا له قلوبكم عن القرآن، وتوفي عقبة بن عامر سنة ثمانى وخمسين من الهجرة ودُفن بجبانة المقطم بالقاهرة، وقبره معروف ومشهور، وكان أوصى قبل موته بسبعين فرس بجعابها ونبالها في سبيل الله. 

الدكروري يكتب عن والي مصر عقبة بن عامر

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار