شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها

الدكروري يكتب عن ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد أمرنا الله عز وجل بالوفاء بالعهود، والإلتزام بشريعته السمحه سبحانه وتعالي، وكم كذب أعداؤنا وكم مكر أعداؤنا وكم اخترعوا من طرائق وخرائط للسلام، وكلها مكر وأوهام، بينما كنا نحن دائما ملتزمين بعهودنا، مطبقين لشرع ربنا تعالى الذي يأمرنا في كتابه الكريم بقوله عز وجل “وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا” فهذه عهودنا، دين، وحضارة، وقيم نبيلة، وتلك عهودهم، مكر، وخداع، وأهداف تبرر كل وسيلة، وهكذا يكون الوفاء بالعهد، وهكذا يكون الوفاء بالوعد، أما الوفاء بالعهد فهو أن يعطي المسلمون عهدا فيه التزام، وضمان لغيرهم، فيلتزموا بما عاهدوا، ونقيضه يسمى الغدر، أما الوفاء بالوعد، فهو أن يلتزم المسلم بما يعد فيؤديه.

 

وهذا غالبا يكون في التعامل اليومي بين المسلمين، ونقيضه يسمى الخلف، وقد ورد في مختار الصحاح أن العهد هو الأمان، واليمين، والموثق، والذمة، والحفاظ، والوصية، وزاد في القاموس المحيط، والضمان والوفاء، وقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بالوفاء بالعهد، وأثابهم على ذلك، كما هددهم إذا أخلوا بما عاهدوا أو غدروا، وقد ورد في ذلك آيات كثيرة، وعندما أمر الله نبيه بإعلان البراءة من المشركين، ومنعهم من دخول مكة، جعل لمن لهم عهد عند المسلمين فسحة كافية ليبلغوا مأمنهم وذلك مراعاة من الله تعالى للعهود، فأعطاهم أربعة أشهر مهلة، ثم ينفسخ العهد، فلم يلغ ما تعاهدوا عليه بتا وقطعا، وإلا كان هذا من الغدر، فإذا انقضت المهلة كانوا في حل من عهدهم، وجاز للمسلمين قتالهم.

 

ومع ذلك استثنى المعاهدين الذين حافظوا على العهد ولم ينقضوه، فقال تعالى فى سورة التوبة ” إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحد فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين” وعلى هذه الآية تكون البراءة ممن نقض العهد أو غدر، فإنه أعطي رغم ذلك أربعةَ أشهر فسحة ليتدبر أمره، وحتى لا يقول إن المسلمين غدروا به، أما الذين حافَظوا على المعاهدة، فإن الله أمر بالوفاء لهم بالعهد، وهذه شريعة المسلمين، يحافظون بكل قوة على العهد، ويوفون لمن عاهدوه، فإذا كان النقض كان من طرف الأعداء، قال تعالى فى سورة التوبة ” كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة” وقال تعالى أيضا ” لا يرقبون فى مؤمن إلا ولا ذمة”

 

أي لا يُراعون في مؤمن عهدا ولا ذمة ولا أمانا فهم المعتدون دوما، وأكد على نكثهم للعهود في آية أخرى، فقال تعالى فى سورة التوبة ” وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا فى دينكم فقاتلو أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون” فوصف غدرهم، فهم لا عهد عندهم ولا أيمان يوثقون بها عهدهم لأنهم كفار، فقاتلوهم حتى ينتهوا من ضلالهم، وقد وصفهم الله بما يستحقون، فقال تعالى فى سورة الأنفال ” إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة وهم لا يتقون” وكانت المفارقة الكبيرة بين أهل الكفر وأهل الإيمان، هي بالوفاء بالعهد، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار