المقالات

الدكروري يكتب عن

مولد ووفاة إبراهيم الخليل

الدكروري يكتب عن مولد ووفاة إبراهيم الخليل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن مولد ووفاة إبراهيم الخليل

روي في وفاة الخليل إبراهيم عليه السلام وكذلك ما قيل في عمره، الكثير والكثير فقد ذكر ابن جرير في تاريخه، أن مولده كان في زمن النمرود بن كنعان، وهو فيما قيل الضحاك الملك المشهور، الذي يقال إنه ملك ألف سنة، وكان في غاية الغشم والظلم، وقد ذكر بعضهم أنه من بني راسب الذين بعث إليهم نوح عليه السلام، وأنه كان إذ ذاك ملك الدنيا، وذكروا أنه فى يوم طلع نجم أخفى ضوء الشمس والقمر، فهال ذلك أهل ذلك الزمان، وفزغ النمرود، فجمع الكهنة والمنجمين وسألهم عن ذلك، فقالوا يولد مولود في رعيتك يكون زوال ملكك على يديه، فأمر عند ذلك بمنع الرجال عن النساء، وأن يقتل المولودون من ذلك الحين، فكان مولد إبراهيم الخليل في ذلك الحين، فحماه الله عز وجل، وصانه من كيد الفجار.

 

وشب شبابا باهرا، وأنبته الله نباتا حسنا، حتى كان من أمره ما تقدم، وكان مولده بالسوس، وقيل ببابل، وقيل بالسواد من ناحية كوثى، وتقدم عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه ولد عليه السلام ببرزة شرقي دمشق، فلما أهلك الله نمرود على يديه، وهاجر إلى حران، ثم إلى أرض الشام، وأقام ببلاد إيليا كما ذكرنا، وولد له إسماعيل وإسحاق، وقد ماتت السيدة سارة قبله بقرية حبرون التي في أرض كنعان، ولها من العمر مائة وسبع وعشرون سنة، فيما ذكر أهل الكتاب، فحزن عليها إبراهيم عليه السلام، ورثاها رحمها الله، واشترى من رجل من بني حيث، يقال له عفرون بن صخر مغارة بأربع مائة مثقال، ودفن فيها السيدة سارة هنالك، وقالوا ثم خطب الخليل إبراهيم على ابنه إسحاق.

 

 

فزوجه رفقا بنت بتوئيل بن ناحور بن تارح، وبعث مولاه فحملها من بلادها، ومعها مرضعتها وجوارها على الإبل، وقالوا ثم تزوج إبراهيم عليه السلام قنطورا، فولدت له زمران، ويقشان، ومادان، ومدين، وشياق، وشوح، وذكروا ما ولد كل واحد من هؤلاء أولاد قنطورا، وقد روى ابن عساكر عن غير واحد من السلف، عن أخبار أهل الكتاب في صفة مجيء ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام أخبارا كثيرة، الله أعلم بصحتها، فقد قيل إنه مات فجأة، وكذا نبى الله داود، وسليمان، والذي ذكره أهل الكتاب وغيرهم خلاف ذلك، فقالوا ثم مرض الخليل إبراهيم عليه السلام، ومات عن مائة وخمس وسبعين، وقيل مائة وتسعين سنة، ودفن في المغارة المذكورة التي كانت بحبرون الحيثي عند امرأته السيدة سارة. 

 

التي في مزرعة عفرون الحيثي، وتولى دفنه ابناه إسماعيل وإسحاق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقد ورد ما يدل أنه عاش عليه السلام مائتي سنة، كما قاله ابن الكلبي، فعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضى الله أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال ” اختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ” وفى رواية أخرى عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” اختتن إبراهيم حين بلغ مائة وعشرين سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة، واختتن بقدوم ” وهكذا فعن أبي هريرة عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” وقد أتت عليه ثمانون سنة ” ثم روى ابن حبان عن عبد الرزاق أنه قال، القدوم هو اسم القرية. 

 

وقلت الذي في الصحيح أنه اختتن وقد أتت عليه ثمانون سنة” وفي رواية أخرى وهو ابن ثمانين سنة، وليس فيهما تعرض لما عاش بعد ذلك، والله أعلم، وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال كان إبراهيم أول من تسرول، وأول من فرق، وأول من استحد، وأول من اختتن بالقدوم، وهو ابن عشرين ومائة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة، وأول من قرى الضيف، وأول من شاب. 

الدكروري يكتب عن مولد ووفاة إبراهيم الخليل 

الدكروري يكتب عن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار