الدكروري يكتب عن الفراغ الروحي والتمائم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الفراغ الروحي والتمائم
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الفراغ الروحي لا يملؤه المال، ولا السلطة، ولا المكانة، ولا المتعة، إن الفراغ الروحي لا يملؤه إلا عبادة الله تعالى، وهذا ما يعبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بحقيقة الغنى بقوله صلى الله عليه وسلم ” ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس” رواه البخارى، ولكن يعرف العلاج الروحاني على أنه حالة من الحالات التي تتعرض إليها روح الفرد فتؤثر على حالتِه الصحية، وهو علم متعلق بالكائنات الروحية التي ليس لها وجود مادي، فهي مجرد فرضيات غير مرئية ولا ملموسة، ويقترب علم العلاج الروحاني بالشكل العام من علم النفس، بيد أن علم النفس أصبح مع تطوره في الفترة الأخيرة علما ملموسا له نتائج مرئية وموجودة.
ويقال أيضا إن عالم الروحانيات يتعلق بعالم الجن، والتعامل مع الجن، فيقال فلان من الناس معه روحاني، وإن العلاج الروحاني وفقا لما يشرحه العلماء هو شيء من معاملة الجن، وشيء من طلب المساعدة من القرين، والقرين هو الجني الخاص بالإنسان، ومن هنا يمكن القول إن معاملة الجان من قبل الإنسان أمر خطير جدا، وشكل من أشكال الفساد العظيم، وهو من أعظم الأشياء التي تجلب الضرر والشرور على الناس، وإن معاملة الجن سبب رئيسى من أسباب دخول الشرك بين الناس وانتشاره، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الخطر العظيم، وقد جاء في السنة النبوية الشريفة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى الحديث القدسى يقول الله تعالى.
“إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا” ويجب أن نعلم إن الجن كالإنس فيهم الكافرون والمؤمنون، ولكن لله تعالى حكمة كبيرة في إخفائهم عن البشر، لذلك لا تجوز معاملتهم، ولا مشاكلتهم ويحرم النظر إليهم، وقد جاء قوله تعالى في سورة الجن ” وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا” ومن هنا جاءت حرمة العلاج الروحاني الذي يستعمل فيه الناس الجن، وإنما في هذا دفع للفتنة والمفسدة، وتحقيق للفطرة الإنسانية السليمة، وكذلك أيضا يعد تعليق التمائم من المسائل التي يقي الناس بها أنفسهم من المرض أو العين بحسب اعتقادهم، وهي تتقاطع إلى حد ما مع العلاج الروحانى فكلاهما فيه من الأشياء الروحانية المعنوية غير الملموسة.
وقد اختلف العلماء في حكم تعليق التمائم، فبعضهم وهو القول الأضعف أباح التمائم، ولكن الراجح هو التحريم، فلا يجوز أن يتخذ الإنسان حجابا أو تميمة من الآيات أو من غير الآيات أو وضع طلاسم أو أسماء غير مفهومة، وهذا كله محرم عند غالب العلماء، وهذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له” وعن عمران بن حصين رضي الله عنه إن النبى صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال ما هذا؟ فقال من الواهنة ويعنى ذلك أنه علقتها من أجل الواهنة فقال صلى الله عليه وسلم له انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا”