المقالات

الدكروري يكتب عن الصحابي سليمان بن صرد

الدكروري يكتب عن الصحابي سليمان بن صرد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كانت من الصفات الرائعة التي تحلي بها الصحابي سليمان بن صرد أنه كان نبيلا عابدا زاهدا، وكان من أنصار الإمام علي بن أبي طالب فعن سليمان بن صرد قال، أتيت عليا حين فرغ من الجمل فلما رآني، قال يا ابن صرد تنأنأت وتزحزحت وتربصت كيف ترى الله صنع، قلت يا أمير المؤمنين إن الشوط بطين وقد أبقى الله من الأمور ما تعرف فيها عدوك من صديقك فلما قام، قلت للحسن بن علي، ما أراك أغنيت عني شيئا وقد كنت حريصا أن أشهد معه، فقال هذا يقول لك ما تقول وقد قال لي يوم الجمل حين مشى الناس بعضهم إلى بعض، يا حسن ثكلتك أمك أو هبلتك أمك والله ما أرى بعد هذا من خير، ومن الأحاديث التي رواها عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن سليمان بن صرد قال.

كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد” فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان” فقال وهل بي جنون؟ وفي سنن الترمذي قال سليمان بن صرد لخالد بن عرطفة، أو خالد لسليمان، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول من قتله بطنه لم يعذب في قبره؟ فقال أحدهما لصاحبه نعم، وعن سليمان بن صرد، أن أعرابيا صلى مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومعه قرن فأخذها بعض القوم فلما سلم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال الأعرابي فأين القرن؟

فكأن بعض القوم ضحك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعنّ مسلما” وعن سليمان بن صرد قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” استاكوا وتنظفوا وأوتروا فإن الله وتر يحب الوتر” وكان سليمان بن صرد، ممن كاتب الحسين بن علي بن أبي طالب ليبايعه، فلما عجز عن نصره ندم، فقاد جيش التوابين الذي التقى جيش عبيد الله بن زياد في معركة عين الوردة في ربيع الآخر سنة خمسه وستين من الهجره، وقتل يومها سليمان بن صرد، وعمره ثلاثة وتسعين سنة، وكان الذي قتل سليمان بن صرد، هو يزيد بن الحصين بن نمير، وقد رماه بسهم فمات وحمل رأسه إلى مروان بن الحكم، وأما عن معركة عين الوردة أو وقعة عين الوردة.

فهي معركة حدثت بين مطالبين بالثأر لمقتل الحسين بن علي، وبين قوات الدولة الأموية، وانتهت بانتصار الأخيرة، وبعد بعد مقتل الإمام الحسين بن علي، وأصحابه في معركة كربلاء، تنادى مجموعة ممن تخلى عن دعم الحسين في تلك المعركة، ومنهم الصحابي سليمان بن صرد، وكانوا قد كتبوا للحسين قبل المعركة لمبايعته بالخلافة، فلما انتهت المعركة بمقتله دون ان يساعدوه، ندموا على ما فعلوا، وألفوا جيشا سموه جيش التوابين، وأمروا عليهم سليمان بن صرد لمكانته، وعندما اقتربت القوات الموالية للأمويين، خطب سليمان أصحابه فرغبهم في القتال، وقال ” إن قتلت فالأمير عليكم المسيب بن نجبة، فإن قتل فعبد الله بن سعد بن نفيل، فإن قتل فعبد الله بن والى.

فإن قتل فرفاعة بن شداد، وهجموا على جيش شرحبيل بن ذي الكلاع فقتلوا مجموعة منهم، وكسبوا غنائم منهم، وعندما وصل الهجوم لعبيد الله بن زياد والي العراق، أرسل جيشا بقيادة الحصين بن نمير، وكان ذلك فى اليوم الواحد والعشرين، من شهر جمادى الأولى، فدعت قوات الأمويين لطاعة الخليفة مروان بن الحكم، ودعت قوات التوابين لتسليمهم عبيد الله بن زياد، ليقتلوه عن الحسين، فلم يستجب أحد منهم للآخر، فاقتتلوا وكان التفوق للتوابين في اليوم الأول، ويمكن اعتبار هذه المعركة بداية ثورات شيعة الحسين بن علي، على بني أمية، وقد تولى أمر ثورتهم بعد هذه المعركة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وأما عن سليمان بن صرد فى معركة عين الورده.

وفي صباح اليوم التالي جاءت إمدادات لقوات الأمويين بقيادة شرحبيل بن ذي الكلاع، وفي اليوم الثالث إمدادات أخرى بقيادة أدهمى بن محرز الباهلي، وفي ذلك اليوم قُتل قادة التوابين بدءا سليمان بن صرد، وجميع من سماهم، باستثناء القائد الأخير رفاعة بن شداد، الذي انسحب بقواته، وعندما مات سليمان بن صرد، قد حملت رأسه ورأس المسيب إلى مروان.

الدكروري يكتب عن الصحابي سليمان بن صرد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار