أخبار ومقالات دينية
الدكروري يكتب عن النبي والرسالة الخاتمة
الدكروري يكتب عن النبي والرسالة الخاتمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كثرت الفتن فى هذا الزمان ومن الفتن هى فتنة شهوة الفرج والنظر والسمع فإن النفس أمارة بالسوء والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم يزين له معصية الله ويثبطه عن طاعة الله تعالى، ومن رحمة الله عز وجل ولطفه بعبده أن يصرف عنه وجود هذه الفتن فلا يكون له سبيل إليها، ولكن إذا وجدت الأسباب وتهيأت السبل كان الاختبار شاقا شديدا على النفس، فحين يكون السماع المحرم والنظر المحرم والعلاقات المحرمة قريبةَ الحصول سهلة المتناول تكون الفتنة أشد ومجاهدة النفس عن الانزلاق في أوحالها أشق، لذا فإن على المسلم مع تسارع الفتن وانفتاح أبواب الشرور فلا يأتي يوم إلا وهو أشد مما قبله أن يجتهد في تحصيل أسباب العصمة والسلامة والثبات، ومن تلك الأسباب مباعدة أماكن الفتن واجتنابها، ومنها الإقبال على تلاوة القرآن الكريم وتدبره والاتعاظ بمواعظه.
ولقد اختار المولى سبحانه وتعالى النبى صلى الله عليه وسلم، بالرسالة الخاتمة وأنزل عليه القرآن الكريم، فأحسن النبي استقبال القرآن، حفظا واستيعابا وامتثالا وتبليغا، ومما يدل على ذلك قول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فى كتابة الكريم “لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه” حيث تدل الآيات دلالة واضحة على حرص النبى صلى الله عليه وسلم، وخوفه من انفلات كلام الله تعالى من لسانه، فجاءت الآيات تطمئنه، ولذا فقد مكن الله تعالى نبيه من حفظ القرآن الكريم حفظا تاما ومتقنا، فكلما نزلت آية هيأ الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم، ليحفظها في صدره، ويعيها في قلبه فهما وتدبرا.
فيقول الله عز وجل فى كتابة العزيز لنبية محمد صلى الله عليه وسلم ” سنقرئك فلا تنسى” فالقرآن لن يُنسى من قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ولن تكون هناك أي مشقة عليه، فالله تعالى قد رفعها عنه، فنادى عليه الله عز وجل قائلا “يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا” وهو موقف جلل للنبى صلى الله عليه وسلم، في إظهار أهمية القرآن الكريم في حياته، فيحيي به ليله، ويتدبر معانيه، ويتلو آياته، ويداوم على ذلك حتى تتفطر قدماه الشريفتان صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك هو تلبية لأوامر ربه عز وجل، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم، يستأنس بالقرآن الكريم، ويطبّق أوامر ربه، ويجتنب نواهيه، ويقيم المواعظ والعبر.
فيعظ الناس كافة، كما حرص صلى الله عليه وسلم، على تعليمه صحابته رضوان الله عليهم وتبليغهم إياه، إذ إن الصحابة رضوان الله عليهم، لم يقصروا لحظة من أعمارهم في كتاب الله عز وجل، فجعلوه ميدانهم الأسمى في السباق إلى الله سبحانه وتعالى، فهم ينهلون من نبع معانيه، ويتسابقون في حفظه وتلاوته، ويتدارسون علومه وأحكامه، وكانوا يأخذونه من النبى صلى الله عليه وسلم مباشرة تلقيا، وسماعا.
الدكروري يكتب عن النبي والرسالة الخاتمة