أخبار ومقالات دينية

الدكروري يكتب عن

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الأب وتعاهد أبناءه من الصغر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وحده صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل وكان حقا علينا نصر المؤمنين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أفضل المجاهدين وأنصح العباد أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى الآل والصحب ومن لنهجهم اقتفى وبهداهم اهتدى، فاتقوا الله عباد الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا بزخرفها ولهوها ولعبها فما الدنيا إلا ظل قرب زواله وزرع حان حصاده والآخرة خير وأبقى للذين يتقون أفلا تعقلون، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإن هناك أمور مشتركة بين الأبوين يتعاونان عليها وهناك أمور خاصة لكل منهما فالأبناء على الأب خاصة أن يربيهم على الخير والبنات على الأم خاصة أن تربيهن على الخير فالأب يتعاهد أبناءه من الصغر.

فيأمرهم بالصلاة حين يبلغون سن التمييز، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مروا أولادكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ، هذه ثلاثة أوامر من الرسول صلى الله عليه وسلم نحو الأولاد أن يؤمروا بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، وإذا بلغوا العشر وتكاسلوا عنها يضربون حتى يتأدبوا ويحافظوا عليها، والثالث يفرق بينهم بالفرش فلا يتركون ينام بعضهم إلى جانب بعض خشية من الفتنة، ولئلا ينشؤوا على التساهل في الأعراض” وإن الأم مكلفة ببناتها من ناحية دينهن ومن ناحية سترهن ولباسهن ومن ناحية شعورهن، فهي تربيهن على الشريعة وعلى الدين، ولا تتركهن يذهبن مع البنات السائبات المسيبات على الأم مسؤولية عظيمة نحو بناتها وعلى الأب مسؤولية عظيمة نحو أبناءه.

ولقد حرص أعداء الإسلام حرصا شديدا، على إضعاف هذه الأمة بشتى الوسائل، إما بإلهائهم وتضييع أوقاتهم، وإما بنشر وسائل الدعارة والمجون، أو التشكيك في مسلمات الدين وثوابته، ألا وإن من أعظم عتادهم، وأخطر سلاحهم، سلاح فتك بالأمة أيما فتك، راح ضحيته الآلاف بل الملايين، شتت بسببه الأسر، وهتكت الأعراض، وسالت الدماء، وانتشرت الأمراض، واختلت عقول، وامتلأت بسببه مستشفيات المصحات والمجانين، واكتظت السجون، ويُتمت بسببه ألاف الأطفال، ورملت النساء، إنه الداء العضال، والسلام الفعال، إنه داء المخدرات والمسكرات، فكم من عقول سليمة سلبها، وكم من أسر مترابطة فككها ودمرها، إنها المخدرات وما أدراك ما المخدرات إنها تقضي على الفرد في أعز ما يملك وهو عقله.

وبالتالي تقضي على دينه وصحته وسلوكه، وتقضي على المجتمعات بالإخلال بأمنها، وجلب الفساد والفوضى إليها، وتدهور اقتصادها، وإعاقة تنميتها، وتفكك أسرها، فهي أم الخبائث، ورأس الفتن والشرور، وكبيرة من كبائر الذنوب، متعاطيها معرض نفسه لوعيد الله ولعنته وغضبه، والمدمن مفسد لدينه وبدنه، وأسرته ومجتمعه، وساعى إلى الإثم والعدوان، وصائل متمرد على الأخلاق والقيم، وهو عضو مسموم في المجتمع، إذا استفحل أمره وتطاير شرره، أصابه بالخراب والدمار، ومتى غاب عقل المدمن، نسي ربه، فترك الصلاة فعندها لا يتورع عن القتل، والزنى، والخطف، بل وحتى الوقوع على محارمه، بل قد يسب الدين، وكم أحدثت من بغضاء وكم زرعت من عداوة، وكم فرقت من اجتماع، وكم ضيعت من أمة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار