المقالات

الدكروي يكتب عن الأخلاق الحسنة

الدكروي يكتب عن الأخلاق الحسنة

الدكروي يكتب عن الأخلاق الحسنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروي يكتب عن الأخلاق الحسنة

إن الأخلاق الحسنة عنوان سعادة العبد وفلاحه، وما استجلب خير بمثل جميل الخصال ومحاسن الفعال، وإن نصوص الوحيين متواترة على الدعوة إلى المسالك المثلى والمثل العليا، فإن من الصفات العظيمة والمحاسن الجليلة لأفضل الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما وصفه به ربه تعالى فى كتابه الكريم فى سورة القلم بقوله ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوجز دعوته في قواعدها بقوله صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” رواه أحمد، وهكذا فإن صاحب الخلق الزكي ينال المرتبة العليا والمكانة الأسمى، فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول ” إن من أحبكم إلى أحاسنكم أخلاقا” رواه الترمذي، فإننا لو نظرنا إلى حياتنا المعاصرة لوجدنا انفصالا بين ما نقرأه ونتعلمه ونتعبد به. 

 

وبين ما نطبقه على أرض الواقع، لإن العامل الأكبر في بناء الحضارات وانتشار الإسلام في عصر النبي صلى الله عليه وسلمن والصحابة والسلف الصالح إنما هو مكارم الأخلاق الكريمة التي لمسها المدعون في هذا الجيل الفذ من المسلمين، سواء كانت هذه الأخلاق في مجال التجارة من البيع والشراء، مثل الصدق والأمانة، أو في مجال الحروب والمعارك، وفي عرض الإسلام عليهم وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو المعركة، أو في حسن معاملة الأسرى، أو عدم قتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان، فإن هذه الأخلاق دفعت هؤلاء الناس، يفكرون في هذا الدين الجديد الذى يحمله هؤلاء، وغالبا كان ينتهي بهم المطاف إلى الدخول في هذا الدين وحب تعاليمه، ومؤاخاة المسلمين الفاتحين في الدين والعقيدة.

 

وإن العامل الأساسي في قيام الحضارات والفتوحات وبناء الدولة الإسلامية، في العصور والقرون الأولى هو الأخلاق، فكان ذلك يوم أن كان الفرد يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، وكان ذلك يوم أن كان الفرد يؤثر غيره على نفسه، وكان ذلك يوم أن كان العدل سائدا في ربوع المعمورة، وكان ذلك يوم أن كانت المساواة في كل شئون الحياة تشمل جميع الطبقات، وكان ذلك يوم أن قدمت الكفاءات والقدرات والمواهب، وهكذا فإن للأخلاق أهمية كبرى في الإسلام، فالخلق من الدين كالروح من الجسد، والإسلام بلا خلق هو جسد بلا روح، فالخلق هو كل شيء، فقوام الأمم والحضارات بالأخلاق وضياعها بفقدانها لأخلاقها، فإن حسن الخلق يشمل كل جميل من الأقوال والأفعال. 

 

فهو كل مسلك مَرضى شرعا وطبعا، في التصرفات كلها والتعاملات جميعها، وحسن الخلق هو الالتزام بالآداب الشرعية الواردة في النصوص من أطايب الأقوال وجميل الفعال وحميد الخلال وشريف الخصال، وحسن الخلق هو كل تصرف يقوم به الإنسان مما يكثر معه مصافوه، ويقل به معادوه، وتسهل به الأمور الصعاب، وتلين به القلوب الغضاب، فإن مواقف صاحب الخلق الحسن في التعامل كلها حسن ورفق وإحسان وتحلى بالفضائل وسائر المكارم، وإن من حسن الخلق على سبيل المثال لا الحصر هو بسط الوجه وطلاقته وبشاشته، وبذل المعروف وكف الأذى، واحتمال ما يكون من الآخرين من إساءة وزلل، ومنه كظم الغيظ والبعد عن الفضول ومجانبة المعاتبة والمخاصمة واللجاج. 

الدكروي يكتب عن

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار