شريط الاخبار

الرحمة الشاملة من رب العباد

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الرحمة الشاملة من رب العباد الرحمة الشاملة من رب العباد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين نحمده سبحانه وتعالي ونستهديه ونستغفرة ونحمده علي كل حال في السراء وفي الضراء فإن الحمد لله كلمة ترفع لصاحبها الدرجات وتضاعف له الحسنات، وتكفر له السيئات والخطيئات، وإن الحمد لله هي كلمة اليوم تختصر كلمات الثناء والشكر، وتختصر عبارات التعظيم والصبر، وما أحسنها من كلمة وهي تخرج من قلب صابر، أو لسان ذاكر، أو عبد شاكر، إنها من أطيب ما تعطرت بلفظه الأفواه، واستراحت به النفوس، وكثرت به الأجور، وارتفعت به المنزلة عند الله رب العالمين، إنها الحمد لله، فإن رحمة الله واسعة تشمل الكافر لو كان في كربة عندما تنزل به إذا شاء ربك أن يفرج عنه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن وليدة كانت سوداء. 

 

لحي من العرب، فأعتقوها، فكانت معهم، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، فكانت لها خباء في المسجد، أو حفش وهو البيت الصغير في ناحية من نواحي المسجد، قالت عائشة “فكانت تأتيني وتتحدث عندي، فلا تجلس مجلسا عندي إلا قالت ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني، فقلت لها ما شأنك، لا تقعدين معي مقعداً إلا قلت هذا؟” قالت خرجت جويرية، يعني صبية لبعض أهلي، وعليها وشاح من أدم، وهذه القصة في الجاهلية، قبل أن تسلم هذه المرأة، كانت خادمة معهم، فخرجت صبية من أهلي، من الأهل الذين كانت تعيش معهم هذه الخادمة، وخرجت معها خادمتها، وكانت لهذه الصبية، كان عليها وشاح من أدم أى من جلد، وفي طريق من أنه أحمر من سيور. 

 

فوضعته هذه الصبية أو وقع منها، فمرت به حديات، وهى الحدأة، فحسبته لحما، فخطفته، قالت فالتمسوه فلم يجدوه، جاء أهل البنت الصغيرة فبحثوا عن الوشاح فلم يجدوه، قالت فاتهموني به أى اتهموا هذه الخادمة، فطفقوا يفتشون، فعذبوني، حتى بلغ من أمرهم أنهم طلبوا في قبلي، أى فتشوا قبلها، قالت والله إني لقائمة معهم وأنا في كربي إذ مرت الحديات حتى وازت برؤوسنا فألقته، قال فوقع بينهم فأخذوه، قالت فقلت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم، وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، ثم كان من أمرها بعد ذلك ما كان من إسلامها، فتأمل حال تلك المرأة المسكينة، ولو كانت كافرة، كيف لما نزل بها الكرب فعذبت، تداركتها رحمة الله بحادثة عجيبة، ليست بمعهودة أن يأتي ذلك الطائر فيلقي بالقطعة التي خطفها.

 

والله لطيف بعباده، لطفه واسع، ورحمته واسعة، فإنه ينقذ العباد من الضيق، ولو كان في أعتى صوره، ولا يتخلى سبحانه عن المخلوقين، وإن مثل الإيمان في قلب المؤمن كمثل الشجرة الطيبة، تنبت أطيب الثمار، وإن العمل الصالح هو ثمرة الإيمان الذي انغرست جذوره في قلب المؤمن، يبلغ به أقصى درجات الفلاح، فقال تعالى ” قد أفلح المؤمنون” ثم فسّر سبحانه وتعالى إيمانهم بجليل ما يعملون، وعظيم ما يكسبون مما تتحقق لهم به الغاية التي إليها يسعون وفيها يؤمّلون، فذكر سبحانه في طليعة أعمالهم الصالحة، هو خشوعهم في الصلاة، وقد قال الحسن البصري رحمه الله “كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا لذلك أبصارهم” وقال غيره “هو ألا يعبث المرء بشيء من جسده في الصلاة” 

 

ومن هذا الوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” وكان فيهم مَن لو قطعت أوصاله وهو في الصلاة لما وُجد منه حراك، كل ذلك من خشوع القلب، والتلذذ بمناجاة الله عز وجل والشعور بعظمته. 

الرحمة الشاملة من رب العباد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار