أخبار ومقالات دينية

الرحمة والرقي الإنساني

الدكروري يكتب عن الرحمة والرقي الإنساني

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله مصرف الأمور، ومقدر المقدور، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، فهو صلي الله عليه وسلم الذي قال عنه عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود رحمه الله عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمّرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها”

ورأى قريةَ نمل قد أحرقناها، فقال ” من أحرق هذه؟” قلنا نحن، قال ” إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار”فما أعظمك يا رسول الله رغم مسؤولياتك الجسام، ومهامك العظام، إلا أنك لم تشغل عن مراقبة ما يحدث لحيوان من إساءة بالغة، وإهمال من ذويه فنصحت بالإحسان والرعاية، فأين منظمات الرفق بالحيوان عما يحصل للحيوانات في دول الكفر، من تعذيب وقتل كمصارعة الثيران وضربها بالسيوف والتحريش بين بعض الطيور كمصارعة الديوك، واتخاذ بعض الحيوان والطير غرضا للتنافس حيث توقف وترمى بالرصاص أو السهام فأين منظمة الرفق بالحيوان عن الصعق الكهربائي للحيوانات وضربها بالهراوات حتى الممات؟ أم أن ذبح المسلمين للأضاحي وتقربهم إلى الله في الحج بالهدي هي الشغل الشاغل لتلكم المنظمات.

وهذه شعيرة من شعائر الله وسنة من سنن الأنبياء والمرسلين، ولن يتخلى عنها المسلمون طال الزمن أم قصر، لأنها تشريع إلهي وأمر رباني فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا أما بعد لقد جاءت الحضارة الإسلامية لتعمل على كل ما يتصل بالتقدم، والرقي الإنساني في مختلف الميادين كاللغة والأدب والفنون الجميلة، والصناعة، والتجارة، وغير ذلك من مظاهر النشاط الإنساني، ولكي تيسر السبيل إلى حياة إنسانية كريمة، فهذا هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب يدخل إلى مجلسه الذي فيه كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار شابا صغيرا إنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ولكن لماذا؟ لأنه كان ذا علم ولما سألوا عنه وعن دخوله هذا المجلس مع كونه صغيراً ولهم أبناء أكبر منه.

سأله عمر ابن الخطاب عن تفسير سورة النصر ” إذا جاء نصر الله والفتح” ففسرها أولئك القوم ثم سأل ابن عباس، فقال “هي أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه” قال ما أعلم منها إلا ما علمت فكان ذلك دليلا علي علمه، فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله رحمكم الله فالتقوى حياة في القلب، ويقين بالغيب وحالة في النفس تتبين منها اتجاهات الأعمال، وتتوجه بها المشاعر الباطنية والتصرفات الظاهرية، ويتصل بها العبد بربه سرا وعلانية فمن تأمل خطوب الأيام استغنى عن خطب الأنام، ومن سلك مسالك الاعتبار، أضاءت له مصابيح الاستبصار، فتأملوا رحمكم الله في دروب المسير، وتذكروا أين المصير، وبادروا قبل هجوم الفاقرة، وشمّروا لعمل الآخرة. 

 الرحمة والرقي الإنساني الرحمة والرقي الإنساني

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار