أخبار ومقالات دينية

الرسول يودع الدنيا

جريدة موطنى

 الرسول يودع الدنيا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي بمولده صلى الله عليه وسلم ولد الهدى وأشرق الضياء وعم النور فمولده صلى الله عليه وسلم مولد للإيمان بعد الكفر، ومولد للهداية بعد الضلال ومولد للحق بعد الباطل ومولد للنور بعد الظلام فقد ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وكان مولده صلى الله عليه وسلم عام الفيل، وتوفي أبوه عبد الله وهو في بطن أمه وفي المستدرك، أنه صلى الله عليه وسلم قال ” دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى قومه و رؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام ” 

ولما ولدته أمه أرسلت الى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشرا، ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكره، وسماه محمدا ليكون محمودا في الأرض والسماء، فهو محمود عند ربه، ومحمود عند أهل السماء، ومحمود عند أهل الأرض، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في صفاته وأخلاقه وهو صلى الله عليه وسلم محمود في سلوكه وآدابه وهو صلى الله عليه وسلم محمود في عبادته وخلواته وهو صلى الله عليه وسلم محمود في صمته وكلامه، وهو صلى الله عليه وسلم محمود مع أصحابه وأعدائه وعند أهله وجيرانه، وعند أقاربه وأرحامه وهو صلى الله عليه وسلم محمود في كل شيء لأنه محمود في الأرض والسماء، لذلك فهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وفي يوم التاسع والعشرين من شهر صفر للعام الحادي عشر للهجرة. 

شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع فلما رجع أخذه صداع في رأسه، واتقدت حرارة جسمه، فمرض أحد عشر يوما، وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض، وكان يحب أن يكون آخر عهده في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، فأذن له زوجاته رضي الله عنهن بذلك فانتقل إلى حجرة عائشة، وفي يوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة اشتد وجعه حتى أغمي عليه، وكانوا يهرقون عليه قرب الماء حتى أحس بخفة فدخل المسجد والناس مجتمعون حوله فقال صلى الله عليه وسلم “لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا” ثم قال صلى الله عليه وسلم “من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقد منه، ثم نزل وصلى الظهر، وأوصى بالأنصار خيرا” 

وفي يوم الخميس أوصى بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، وفي يومي السبت والأحد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة الظهر، وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بالناس، ثم بدأ الاحتضار برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسندته السيدة عائشة رضى الله عنها إلى صدرها فدخل عبد الرحمن بن أبى بكر أخوها وبيده سواك فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فقالت عائشة رضى الله عنها آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فأخذته فطيبته بريقها ليجمع الله ريقها بريقه صلى الله عليه وسلم في آخر لحظات الدنيا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم ارحمني واغفر لي، وألحقني بالرفيق الأعلى” ثم قبضت روحه صلى الله عليه وسلم في ضحى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة.

الرسول يودع الدنيا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار