الرياء
عبادى عبدالباقى قناوى
الرياء أخطر الآفات التيhttps://mawtany.com/?p=186808&preview=true تدمر المجتمع :-
الرياء الآفة التي يبتلى بها بعض العاملين والتي تعد من أخطر الآفات وأشدها فتكا بهم وعليهم أن يجاهدوا أنفسهم فورا للتخلص والتطهر منها وإلا ضل سعيهم في الدنيا والآخرة.
أولا :-
مفهوم الرياء :-
أ- الرياء والسمعة في اللغة :-
مشتق من الرؤية تقول
رأي الرجل :-
إذا أظهر عملا صالحا ليراه الناس ومنه
قوله تعالى:-
{ يراءون ويمنعون الماعون }
{ بطرا ورئاء الناس }
#السمعة مشتقة من سمع يقول :-
سمع الناس بعمله أي أظهره لهم بعد أن كان سرا .
ب- الرياء والسمع اصطلاحا :-
أما مفهوم الرياء أو السمعة في اصطلاح الدعاة وعلماء السلوك والأخلاق :-
فهو إطلاع المسلم الناس على ما يصدر منه من الصالحات طلبا للمنزلة والمكانة عندهم أو طمعا في دنياهم فإن وقعت أمامهم ورأوها فذلك هو الرياء وإن لم تقع أمامهم لكنه حدثهم بها فتلك هي السمعة ،
#فرق العلامة عز الدين بن عبد السلام:-
بين الرياء والسمعة قائلا :-
الرياء:-
أن يعمل لغير الله
السمعة:-
أن يخفي عمله لله ثم يحدث به الناس.
وكأنه يرى أن الرياء كله مذموم أما السمعة فقد تكون مذمومة إذا قصد بالحديث عن عمله وجه الناس ، ومحمودة إذا قصد بذلك وجه الله وابتغاء مرضاته.
وذلك الذي قاله ابن عبد السلام هو ما تصدقه النصوص الشرعية إذ يقول الله عز وجل :-
{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس }
وإذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :-
” من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ”
” إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر
قالوا :-
وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال :-
الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذي كنتم تراءون في الدنيا فانظروا
هل تجدون عندهم الجزاء ؟ ”
ثانيا:-
الرياء عند العرب :-
هو اسم مشتق من الرؤية،
ومعناه هو قيام الشخص بالأعمال و الإتيان بها في سبيل إعجاب الناس فقط،
كما يعرف بأنه مخالفة الظاهر للباطن أو أن يقول الشخص مالا يعتقده ويؤمن به،
وذلك فقط من أجل الحصول على ثناء الناس و إعجابهم،
والأصل أن تكون نية الأعمال نيل رضى الله تعالى،
ويقال :-
فلان راءى الناس؛
أي أنه نافق وأظهر أمامهم أعمالا تخالف الحقيقة التي عليها .
ثالثا :-
الرياء من المحرمات في الإسلام:-
وهو المصطلح الذي يشير إلى فعل ما يرضي الله بنية طلب الإعجاب من الآخرين،
أي إظهار الأعمال الصالحة للفوز بالثناء والإعجاب من الآخرين أو ممارسة الفضيلة بدافع الغرور وتحقيق الشعبية بين الناس،
وهذا أمر منافي للدين الإسلامي ونوع من أنواع الشرك بالله تعالى.
حيث أن تركيز الشخص على كسب التقدير من الناس بدلا من السعي لرضا الله تعالى وقبوله واهتمامه بتقدير الناس لأعماله الفاضلة التي يقوم بها بدلا من الله هو أمر فيه شرك بالله تعالى،
وقد ذكر الله الرياء في كتابه المقدس القرآن الكريم حيث قال :-
﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ سورة الماعون.
وكذلك أكد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على أن الرياء هو شرك بالله سبحانه وتعالى في حديثه الشريف
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:-
“إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ” قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ:-
“الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً”
فأي عمل صالح يتم تنفيذه بقصد الرياء والتباهي و إرضاء الناس هو أمر محرم وغير مقبول،
ومن الأمثلة على ذلك أنه في حال قرأ الشخص القرآن بشغف لإعجاب الناس بتلاوة جميلة وليس لإيمانه بأنه واجب على الله فإنه يعتبر شركا صغيرا، لذلك يجب أن نكون على دراية بهذا الشرك و نفعل كل عمل صالح لله تعالى وحده فقط؛
إذ أنه في يوم الحساب سنكون بأمس الحاجة لرحمة الله تعالى ورضاه علينا.
الأحبة في الله
نكمل الحديث عن الرياء
إن شاء الله
والله المستعان الرياء