الدكروري يكتب عن السبب الأعظم لنيل رضا الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، إن العبد ينال محبة الله سبحانه وتعالي بالإلتزام بأداء الفرائض التي فرضها الله عز وجل عليه دون تقصير فذلك من أهم الأسباب التي ترضي الله عز وجل، وهو الأساس في نيل محبة الله تعالى، وهو السبب الأعظم فيما يتقرب به العبد إلى الله سبحانه وتعالي، وقد قال بعض الحكماء، النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين.
وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد، وعن أبي سعيد الخدرى في أثناء حديث ” واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء” وقال ابن التين بدأ في الآية بالنساء لأنهن أشد الأشياء فتنة للرجال، ومنه حديث ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” قال ومعنى تزيينها إعجاب الرجل بها وطواعيته لها، وقال النووى فى شرح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” هذا وشبهه من أحاديث الباب ظاهر في أنها لا تمنع المسجد لكن بشروط ذكرها العلماء مأخوذة من الأحاديث، وهو أن لا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال، ولا شابة ونحوها ممن يفتتن بها، وأن لا يكون في الطريق ما يخاف به مفسدة ونحوها.
وقال أيضا وفيها جواز حضور النساء الجماعة في المسجد، وهو إذا لم يخش فتنة عليهن أو بهن، وفيه أن النساء إذا حضرن صلاة الرجال ومجامعهم يكن بمعزل عنهم خوفا من فتنة أو نظرة أو فكر ونحوه، ولقد خلق الله الإنسان في دار ابتلاء وامتحان، وجعل الجنة مقرا لأوليائه وأحبابه الذين يؤثرون رضاه على رضى أنفسهم، وطاعته على راحة أبدانهم، وجعل النار مستقرا لمن عصاه من عباده وآثر هوى النفس على رضى الرب سبحانه وتعالى، فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة مريم ” تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النازعات ” وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى” وقال تعالى عن أهل النار فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة مريم.
” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة الكهف ” ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا” وقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النازعات ” فأما من طغى، وآثر الحياة الدنيا، فإن الجحيم هي المأوى” فعلى المسلم أن يجاهد نفسه في عبادة الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عما يغضب الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، فقال تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة العنكبوت ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين” وإن من الفتن التي ابتلينا بها فتنة النساء بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ” وهذه بعض الطرق التي تعين على تجنب هذه الفتنة وهو الإيمان بالله عز وجل.
فإن الإيمان بالله والخوف من الله تعالى هو صمام الأمان والعاصم للعبد من مواقعة الحرام والانسياق وراء شهوة عارضة، فالمؤمن إذا تربى على مراقبة الله ومطالعة أسرار أسمائه وصفاته، كالعليم والسميع والبصير والرقيب والشهيد والحسيب والحفيظ والمحيط، أثمر ذلك خوفا منه سبحانه وتعالى في السر والعلن، وانتهاء عن معصية الله، وصدودا عن داعي الشهوة الذي يؤز كثيرا من العباد إلى الحرام أزا.