السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة
السلام والكرامة والمساواة
على كوكب ينعم بالصحة
كتب فرج احمد فرج
مستشار مركز بحوث ودراسات كبار السن
موضوع عام 2024: الحفاظ على الكرامة مع التقدم في السن: أهمية تعزيز أنظمة الرعاية والدعم للمسنين في جميع أنحاء العالم
كلمة الامين العام للامم المتحدة في احتفالية اليوم العالمي لكبار السن 2024
مع تقدم السكان في العمر، تشتد حاجة كبار السن إلى نظم توفر لهم الرعاية والدعم لكي يواصلوا مشاركتهم الفعالة وإثراء مجتمعاتهم.
إلا أنه في كثير من الأحيان لا يحصل كبار السن على هذه المساعدة الحاسمة، مما يعمق أوجه اللامساواة ويزيد من مواطن ضعفهم. وتقع وطأة هذا التفاوت بشكل أكبر على النساء، ولا سيما المسنات، اللاتي يتحملن العبء الأكبر في تقديم الرعاية غير المدفوعة الأجر.
ولكي تكون المجتمعات أكثر قدرة على الصمود، فلا بد من الاعتراف بحقوق مَن يتلقون الرعاية ومَن يقدمونها على حد سواء.
ويجب أن نعمل على توفير نظم رعاية تركز على الإنسان وتتسم بالاستدامة والإنصاف، ويجب أن تعمل تلك النظم على إعطاء كبار السن صوتا أقوى من خلال ضمان مشاركتهم في صنع السياسات.
ويتطلب هذا الأمر الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الرسمية الطويلة الأجل، وضمان فرص العمل اللائق، وتمكين الأفراد من الانتقال من الرعاية غير الرسمية إلى مظلة الرعاية الرسمية.
دعونا، في هذا اليوم الدولي لكبار السن، نلتزم بتعزيز نظم الرعاية والدعم التي تحترم كرامة كبار السن ومقدمي الرعاية.
حيث يعاني الكثير من كبار السن الفقر، أو الإعاقة، أو يواجهون التمييز، ومن أهم أوجه التمييز ضد كبار السن إساءة معاملتهم، وهي مشكلة موجودة في كل من البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، ولكنها أيضًا من المشكلات التي لا يُبلغ عنها بقدر كافٍ على الصعيد العالمي .
ونستطيع تعريف إساءة معاملة كبير السن بأنها مشكلة خفية، وهي تعني تعنيف أو إهمال كبير السن بواسطة المرافق، أو أي شخص قريب منه؛ مما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر به، ومهما كان نوع الإيذاء، فإنه قد يؤدي إلى معاناة، أو إصابة، أو ألم، أو انتهاك لحقوق الإنسان، وتخفيض جودة الحياة لكبير السن. وقد تكون إساءة معاملة كبار السن عن طريق القيام بأشياء مؤذية لهم، أو توجيه كلام مؤذٍ لهم، أو عن طريق منعهم من الوصول إلى أشياء ضرورية لهم. وتصبح إساءة المعاملة أكثر تكرارًا وشدة مع مرور الزمن غالبًا.
إن شيخوخة السكان اتجاه عالمي رئيسي يغير تشكيلة المجتمعات في جميع أنحاء العالم. أما متوسط العمر المتوقع عند الولادة يتجاوز الآن 75 عاما في نصف دول العالم، أي 25 عاما أطول مما كان عليه في عام 1950. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يفوق عدد المسنين عدد الشباب عالميا، مع تسارع هذه الوتيرة في البلدان النامية بشكل خاص. ولقد أدى هذا التحول الديموغرافي إلى تغير مشهد الرعاية بشكل كبير، لاسيما الاحتياجات للدعم المدفوع وغير المدفوع في البيئات الرسمية وغير الرسمية. وأسفر تقدم السكان في السن عن نمو الطلب على الرعاية الصحية الشاملة وخدمات الرعاية والدعم الاجتماعي بشكل كبير، خاصة للمسنين المصابين بحالات مثل الخرف. وفي اعتراف بهذه التحديات والفرص، سيركز الاحتفال الرابع والثلاثون باليوم الدولي للمسنين على موضوع “الحفاظ على الكرامة مع التقدم في السن: أهمية تعزيز أنظمة الرعاية والدعم للمسنين في جميع أنحاء العالم”.
ومن المنتظر أن يجمع حدث هذا العام خبراء لمناقشة السياسات والتشريعات والممارسات التي تعزز أنظمة الرعاية والدعم للمسنين. وسوف يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوسيع فرص التدريب والتعليم في طب الشيخوخة وعلم الشيخوخة، ومعالجة النقص العالمي في العاملين في مجال الرعاية، والاعتراف بالمساهمات المتنوعة لمقدمي الرعاية. وسوف يؤكد الاحتفال أيضًا على أهمية حماية حقوق الإنسان لكل من مقدمي الرعاية ومتلقيها، وتعزيز النهج التي تركز على الشخص في الرعاية والتي تحترم كرامة المسنين ومعتقداتهم واحتياجاتهم وخصوصيتهم، والحق في اتخاذ القرارات بشأن رعايتهم ونوعية حياتهم.
خطة 2030 للتنمية
تتوافق خطة 2030 توافقا كاملا مع اهداف التنمية المستدامة، على أن التنمية لن تتحقق سوى بإدماج جميع فئات المجتمع العمرية وتمكين المسنّين والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والحد من التفاوت بينهم وبين الفئات العمرية الأخرى. ويتماشى موضوع الاحتفالية مع الهدف 10 من أهداف التنمية المستدامة، والذي يركز على السبل المتاحة للتعامل مع هذا التفاوت ويدعو إلى ضمان تكافؤ الفرص من خلال اتخاذ التدابير للقضاء على التمييز وتعزيز الإدماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للجميع بصرف النظر عن العمر أو الجنس أو الإعاقة أو العرق أو الأصل أو الدين أو الحالة الاجتماعية، وغيرها من التوصيفات.
وتؤكد روزا كورنفيلد-مات، خبيرة الأمم المتحدة في التمتع بحق الإنسان للمسنّين، في بيان صدر بهذه المناسبة أنه “يجب الوقوف مع حقوق المسنّين، فعلى العكس من اللاجئين والمرأة والطفل وذوي الإعاقة وغيرهم، فإن المسنّين لا يتمتعون بالحماية عبر أي من أدوات حقوق الإنسان، وهو ما يفسّر عدم وجود تمثيل للتحديات الفريدة التي تواجههم. ”
ويُعدّ المسنّون الفئة المستضعفة في العالم، رغم أنهم حماة التراث ويضطلعون بدور ريادي ويقفون في صف القيادة ولكنّهم يواجهون ضروبا من التمييز ويعانون من الفقر أو يقيدهم العوق.
العالم يشيخ: فكل بلدان العالم تقريبا تشهد نموا في أعدد كبار السن بين سكانها ونسبتهم.
ومن المتوقع أن تكون الشيخوخة واحدة من أبرز التحولات الاجتماعية في القرن الحادي والعشرين، حيث ستؤثر في جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك سوق العمل والأسواق المالية، والطلب على السلع والخدمات، مثل السكن والنقل والحماية الاجتماعية، فضلا عن البُنى الأسرية والروابط بين الأجيال.
وهناك زيادة في أهمية كبار السن باعتبارهم من المساهمين في التنمية ممن ينبغي أن تدمج قدراتهم على العمل للنهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم في السياسات والبرامج على جميع المستويات. وفي العقود المقبلة، ستواجه كثير البلدان ضغوطا سياسية ومالية بسبب النظم العمومية فيها مثل نظم الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية وإتاحة الحماية للشريحة المسنة.
أكَّدت دار الإفتاء المصرية، أنَّ الإسلام منحَ كبار السن مكانةً عظيمة، وحثَّ على رعايتهم والإحسان إليهم في جميع مراحل حياتهم.
وأوضحت الإفتاء في بيانٍ، بمناسبة اليوم العالمي للمُسنِّين، الذي يوافق الأول من أكتوبر كل عام، أنَّ القرآن الكريم شدَّد على برِّ الوالدين ورعاية كبار السن، حيث جاء في قوله تعالى: {وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا۟ إِلّا إِيّاهُ وَبِٱلوَٰلِدَينِ إِحسَٰنًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ ٱلكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَو كِلَٰهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنهَرهُمَا وَقُل لَهُمَا قَولًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]. وأشارت الدار إلى أنَّ هذه الآية تؤكِّد ضرورة الإحسان إلى الوالدين، خاصة عند بلوغهما الكِبَر، والامتناع عن أي شكل من أشكال الإساءة لهما، ولو بالكلمة.
واستشهدت الدارُ بالحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم» (رواه أبوداود)، مؤكدةً أن هذا الحديث يبرز مدى احترام الإسلام لكبار السن، واعتباره الإحسان إليهم وإكرامهم من الأعمال التي تجلُّ الله عزَّ وجلَّ. وأضافت: أن الإسلام لا يقتصر في رعايته لكبار السن على النطاق الأسري فقط، بل يدعو المجتمع بأسره إلى المساهمة في توفير الرعاية اللازمة لهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا» (رواه الترمذي)، وهذا يدل على أن احترام كبار السن وتوقيرهم من القيم الأساسية التي حثَّ عليها الإسلام.
ودعت دار الإفتاء إلى تعزيز قيم الاحترام والتقدير للمسنين في المجتمع، مستشهدةً بقوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].
وشددت على أن رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي يجب على الجميع الالتزام به، مؤكدةً ضرورة تكاتف الجهود من أجل توفير بيئة ملائمة تضمن لهم حياة كريمة ورعاية كاملة.
من الاشياء الهامة ان اصبح لكبار السن مادة في الدستور المصري واضافة اخيرة صدور قانون حماية ورعاية المسنين ولكن هذا علي المستوي الرسمي ، ولكن علي ارض الواقع ان هناك حرمان شديد واهمال لا اقول متعمد ولكن المواد التي اعطت الحقوق لم توجد الاليات لتنفيذها مثل ارصفة الشوارع وهذا قليل من الامثلة فما بالك الكثير والاهم في الرعاية الثفافية والترفيهية والعناية بالحالة النفسية والاجتماعية والصحية وهذا هو البند الاهم ان يحصلوا عليه مجانا وبكرامة دون الانحشار في الطوابير لانتظار دورهم . فهم لا يجدون الادوية وان وجدوها فهي غالية الثمن ولا يستطيعون شراءها وان يتوفر لهم معاش يستطيعون به ان يعيشوا حياة كريمة امام غلاء الاسعار والتي امامها لايستطيعون ان يحصلوا علي الخدمات الاساسية في رسوم استخراج الاوراق والبيانات الحكومية التي كان بالاولي ان يحصلوا عليها مجانا
امام غلاء المعيشة وصعوبة الحياة امام كبار السن ولأنهم اصبحوا عاجزين عن العمل لتحسين دخلهم وان استطاعوا تكون في مقابل كرامتهم ، نحن لا نريد كلمات المسؤلين في الاحتفالية والغدق علينا بالوعود والكلمات الحنينة ، بل نريد تفعيل القوانين ومادة الدستور وانشاء مجلس أعلي للمسنين .