السلطة الفلسطينية تبطش بالمسلحين
يارا المصري
شددت السلطة الفلسطينية قبضتها ضد المسلحين، خاصة في منطقة طولكرم، على خلفية قيام جيش الاحتلال في الآونة الأخيرة بانتهاك السيادة الفلسطينية بشكل متكرر عبر مداخل مخيمي اللاجئين طولكرم ونور شمس، وذلك من أجل الحفاظ على المسلحين بعيدا عن مراكز السكان الفلسطينيين ونتيجة لذلك، أيضا إبعاد الجيش الإسرائيلي.
كما توعدت وزارة الداخلية في السلطة الفلسطينية، بفرض “النظام والقانون” في جنين شمال الضفة الغربية وسط اعتقالات لنشطاء مسلحين.
وأكدت الداخلية على العمل المتواصل على تطبيق سيادة القانون وتوفير الأمن والأمان لأبناء شعبنا في جميع أماكن تواجده، وحذرت الوزارة “كل من تسول له نفسه المس بأمن فلسطين وشعبها، وبأنها ستقطع يد كل من يحاول العبث بالأمن والاستقرار ومصالح بلدنا وشعبنا ولن يكون هناك أي تهاون أو تقصير في تطبيق القانون والأمن.
وأوردت مصادر فلسطينية أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية دفعت بتعزيزات من قواتها إلى جنين ومخيمها التي شهدت دعوات للاحتجاج على اعتقالات جرت لنشطاء مسلحين خلال الأيام الماضية.
فيما هددت “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي باتخاذ خطوات لنصرة المقاومين المختطفين في سجون السلطة الفلسطينية”، محذرة من أن الاعتقالات قد تفجر الوضع وتوصله إلى مرحلة لا يحمد عقباها.
فقد انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة، في مخيم جنين رفضًا واستنكارًا للاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة الفلسطينية ضد الشبان والمقاومين في الضفة الغربية.
فيما اعتبر الكثير من المواطنين أن الاعتقالات للمتمردين والمسلحين تأتي في سياق حفظ الأمن والأمان، مؤكدين أن اعتقال المقاومين الذين يدفعون بالمخيم ويدفعونه إلى التعرض للاقتحامات المتكررة من جيش الاحتلال الإسرائيلي هو أمر وقائي مناسب وضروري.
وكانت السلطة الفلسطينية قد دفعت بأرتال من عناصرها إلى مدينة جنين، لمواجهة مسيرات الرفض للاعتقال السياسي وملاحقة المقاومين والمتمردين التي دعت لها كتيبة جنين وفصائل المقاومة في الضفة وغزة.
وفي الأثناء، أفادت مصادر محلية بأن أجهزة السلطة استنفرت قواتها في الخليل ورام الله، تزامنًا مع دعوات لوقفات ضد الاعتقال السياسي، وأغلقت أجهزة السلطة ميدان المنارة وسط رام الله أمام المركبات، في محاولة منها لمنع تجمهر الشبان والمواطنين في وقفات ضد الاعتقالات السياسية.
كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد قبل أسبوع خلال تفقده مخيم جنين ومنطقة طولكرم للاجئين على فرض “سلطة ودولة واحدة وقانون واحد”، مهددا بأن “كل من يعبث في وحدتنا وأمننا لن يرى إلا ما لا يعجبه واليد التي ستمتد إلى وحدة الشعب وأمنه وأمانه ستقص من جذورها”.