السوشيال ميديا مقبرة الستر ومسرح للفضائح
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
قال تعالي
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ صدق الله العظيم
للاسف الشديد لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي ساحة لتبادل المعرفة أو نشر الخير كما كانت في بداياتها بل تحولت للأسف إلى منصة للبحث عن الفضائح وتضخيم الأخطاء وتشويه السمعة دون رحمة أو ضمير اليوم أصبح التريند أهم من الحقيقة والمشاهدة أغلى من الكرامة والإعجاب أثمن من الأخلاق
نعيش الان زمنا قاسيا تنتهك فيه حرمة البيوت على الملأ ويهاجم فيه الشيوخ والعلماء وتسخر النساء ويشوه الشباب وكأننا دخلنا حربا قذرة بلا قواعد ولا أخلاق ولا إنسانية حرب إلكترونية يشارك فيها الجميع دون وعي بخطورة الكلمة ولا أثر الصورة ولا ذنب الذي يرمى ظلما في أتون الشائعات لقد نسينا أن الكلمة أمانة وأن العرض حرمة وأن الله سبحانه وتعالى قال
ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد لكننا نتسابق اليوم لننشر دون أن نفكر نشارك دون أن نتحقق ندين قبل أن نفهم وكأننا فقدنا البوصلة التي تميز بين الحق والباطل وبين النقد الشريف والفضيحة المقيتة
للاسف الشديد أصبحت السوشيال ميديا مرآة لمجتمع يئن من الغضب والفراغ مجتمع يبحث عن الإثارة بدل الإعمار وعن التشهير بدل الإصلاح لن نصلح هذا الزمن بالكلمات فقط بل بالفعل ابدأ بنفسك
لا تشارك في فضيحة لا تفرح بسقوط أحد لا تكتب ما تخجل أن يعرض أمام الله يوم القيامة فما أكثر من ماتت أجسادهم وبقيت فضائحهم تلاحقهم على الشاشات إنها معركة القيم في زمن اللا قيم فاختر في أي صف ستكون: صف من يُصلح أم صف من يشعل النار
حفظ الله مصر وشعبها العظيم
السوشيال ميديا مقبرة الستر ومسرح للفضائح


