الشرطة الاسرائيلية تجري عملية هدم منزل “الجموم”
يارا المصري
دخلت قوات الشرطة، اليوم، مخيم شعفاط للاجئين شرقي القدس، لهدم منزل فادي جمجوم، الذي أطلق النار على محطة للحافلات على مفترق كريات “ملاخي” في شهر فبراير الماضي.
أمر الهدم هذا ليس هو الأمر الوحيد الذي تم تنفيذه في الأشهر الأخيرة، ففي أبريل/نيسان، تم هدم منزل خالد المحتسب، الذي أطلق النار على كامل قوة الشرطة في المدينة في أكتوبر/تشرين الأول.
وفي مقابلة صحفية أجريت في مخيم اللاجئين بالقرب من منزل جمجوم، عبر الجيران عن مشاعرهم بحزن، حيث قال أحد جيران منزل فادي: “يحزنني أن أرى كيف يمكن لسلوك شخص واحد أن يؤثر سلباً على محيطه، هذا السلوك يؤدي في النهاية إلى دمار واسع النطاق”. وأضاف جار آخر: “لقد حزنت عندما رأيت وضع عائلة جمجوم، الذين ظلوا بدون أحد أفراد أسرهم، والآن ليس لديهم سقف فوق رؤوسهم يؤويهم.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الأمن دخلت بتعزيزات عسكرية إلى المخيم، وأخلت عائلة الشهيد فادي جمجوم، المكونة من زوجته وأطفاله الأربعة من المنزل، الذي يقع في بناية مكونة من 10 طوابق، تضم 30 شقة سكنية، وأجبرت جميع السكان على اخلاء البناية.
وتزامن ذلك، مع ذهاب الطلبة والمواطنين إلى أماكن عملهم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، وتم تعليق الدوام في مدارس مخيم شعفاط وتحويل التعليم إلى الكتروني، عقب عملية الاقتحام، كما اعتلت قوات الاحتلال أسطح المنازل في محيط منزل الشهيد، وأوقفت عددا من الشبان.
ويأتي تاريخ الحادث إلى شهر فبراير الماضي، ففي الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت القدس، وتزامنا مع انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، ترجل المقدسي فادي جمجوم (40 عاما) من مركبته وأطلق النار تجاه موقف للحافلات في مستوطنة كريات “ملاخي” ليوقع قتيلين و4 جرحى، اثنان منهما بحالة خطيرة، قبل أن يستشهد ويُحتجز جثمانه.
ويحمل جمجوم الهوية المقدسية، ويسكن مخيم شعفاط للاجئين شمال شرقي القدس المحتلة، وهو أب لـ4 أطفال أكبرهم 12 عاما وأصغرهم عام ونصف.
قطع جمجوم أكثر من 50 كيلومترا بمركبته نحو مستوطنة كريات ملاخي، والتي تجاور مدينة عسقلان وتبعد عن قطاع غزة نحو 25 كيلومترا، لتكون العملية المقدسية الأقرب مكانيا إلى القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد قتله واحتجاز جثمانه، اقتحمت قوات الأمن بأعداد كبيرة مسقط رأس منفذ العملية في مخيم شعفاط، وأطلقت الرصاص المطاطي والقنابل الغازية تجاه منازل المواطنين الذين حاولوا التصدي لقوات الأمن.
يذكر أن سياسة هدم منازل منفذي العمليات الإرهابية هي سياسة مستحدثة يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي من أجل الضغط على المواطنين الذين يفكرون في تنفيذ مثل هذه العمليات، حتى يعلم المنفذ أن مثل هذه الخطوات تضر بأسرته وجيرانه بالكامل وتلقي بظلالها على المجتمع بأسره.