الشركة العامة للبترول… صرح وطني شامخ يقود المستقبل بالذكاء الاصطناعي
بقلم الجيوفيزيقي محمد عربي نصار
مقدمة
خالص الشكر والتقدير والاحترام إلى المهندس محمد عبد المجيد – رئيس مجلس الإدارة ورئيس الشركة العامة للبترول، الذي يقود هذا الصرح الوطني العظيم برؤية واعية وإدارة حكيمة جعلت من الشركة العامة للبترول نموذجًا يُحتذى به في العمل الوطني الجاد والتخطيط العلمي الرشيد.
لقد أثبتت الشركة العامة للبترول على مدار عقود أنها ليست مجرد شركة، بل مدرسة وطنية وركيزة أساسية للاقتصاد القومي، بما تقدمه من إنجازات متتالية وجهود مخلصة تُسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة الإنتاج البترولي.
وأنا كأحد أبناء هذا الكيان الشامخ، أعتز بانتمائي له، وأفخر بالجهود المتواصلة التي تبذلها قياداته وكوادره العاملة، من أجل رفعة الوطن وخدمة مستقبله.
الجمعية العامة للشركة… دعم وزاري ورسالة ثقة
خلال انعقاد الجمعية العامة للشركة العامة للبترول للعام المالي 2024/2025، أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية على أهمية الدور المحوري للشركة باعتبارها شركة وطنية مملوكة بالكامل للدولة، وداعمة للاقتصاد القومي.
وأشار الوزير إلى أن اعتماد الشركة على أحدث التقنيات وتطبيق الذكاء الاصطناعي أسهم في زيادة الإنتاج وتحقيق نتائج متميزة، وهو ما يؤكد أن الحقول المتقادمة في مصر ما زالت تحمل إمكانات ضخمة يمكن الوصول إليها عبر المزج بين الخبرة والتكنولوجيا. كما شدّد على تقديم كامل الدعم للشركة لتواصل مسيرتها الناجحة.
مشاركة وزارية موسّعة
الاجتماع عُقد عبر الفيديو كونفرانس بمشاركة الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، إضافة إلى قيادات قطاع البترول.
وقد وجّه الوزير بضرورة تعميم التكنولوجيات الناجحة التي طبقتها الشركة العامة للبترول على باقي شركات القطاع، مع إعطاء أولوية لعمليات الاستكشاف وضخ المزيد من الاستثمارات، إلى جانب التركيز على ترشيد استهلاك الطاقة والتوسع في الطاقة المتجددة لما تحققه من وفر مالي وتقليص الفاتورة الاستيرادية وتوفير الغاز الطبيعي، فضلاً عن تقليل الانبعاثات.
إنجازات الشركة العامة للبترول
استعرض المهندس محمد عبد المجيد رئيس الشركة العامة للبترول أبرز جهود الشركة في تطبيق التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، والتي انعكست على نتائج عملية ملموسة، أبرزها:
إعادة الاستكشاف في الحقول القديمة بطرق غير تقليدية لأول مرة باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI)، ما أسفر عن تحقيق كشفين هامين في الصحراء الغربية هما GPS وGPR بإجمالي إنتاج بلغ 2700 برميل يوميًا.
إضافة مخزون يُقدر بـ62.4 مليون برميل زيت مكافئ في مناطق متقادمة توقف الإنتاج بها لسنوات.
نجاح تجربة تقنية التثقيب الحديثة التي ضاعفت إنتاجية الآبار ثلاثة أضعاف مقارنة بالطرق التقليدية.
وصول متوسط إنتاج الشركة اليومي إلى 85 ألف برميل زيت مكافئ من مختلف المناطق.
إضافة احتياطي مؤكد قابل للاسترجاع يقدر بـ 18 مليون برميل.
حفر 113 بئرًا جديدًا بمختلف الحقول والمناطق.
الانتهاء من مشروعات ربط الحقول بالشبكة القومية للكهرباء بطاقة تجاوزت 7.5 ميجاوات، مستفيدة من مزيج الطاقة المتجددة عبر مشروعات طاقة الرياح القومية في الزعفرانة ورأس غارب.
قيادات تستحق التحية
ولا يمكن أن نغفل الدور البارز لقيادات الشركة الذين يعملون بروح الفريق الواحد:
الجيولوجي صادق سالمان – مساعد رئيس الشركة للاستكشاف، الذي يقود بخبرة ورؤية علمية مشروعات الاستكشاف وإعادة تقييم الحقول.
المهندس محمد علي – مساعد رئيس الشركة للعمليات، الذي يسهر على ضمان استمرارية التشغيل وتحقيق أعلى معدلات السلامة والإنتاج.
كما نتوجه بخالص الشكر إلى جميع العاملين بالشركة العامة للبترول، من مهندسين وجيولوجيين وفنيين وعمال وإداريين، على ما يبذلونه من جهد وعرق في خدمة الوطن ورفع رايته.
التكنولوجيا طريق المستقبل
ما حققته الشركة العامة للبترول يثبت أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة لم يعدا رفاهية، بل أصبحا شرطًا أساسيًا لاستمرار المنافسة وتعظيم الاستفادة من الموارد. فقد جمعت الشركة بين العقل البشري الخبير والتقنيات الرقمية الذكية لتفتح أبوابًا جديدة من الإنتاج لم يكن متوقعًا.
شكر وامتنان
خالص الشكر والتقدير للسيد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي على دعمه المتواصل وتشجيعه للأفكار البناءة.
والشكر موصول لقيادات الهيئة المصرية العامة للبترول والمعادن الذين لا يتوقفون عن تبني الابتكار وفتح المجال أمام الكفاءات الوطنية.
خاتمة
إنها ليست مجرد شركة، بل قلعة وطنية تسطر فصولًا جديدة في تاريخ مصر البترولي، لتؤكد أن أبناءها قادرون على صنع الفارق وتحويل التحديات إلى إنجازات.
واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نؤمن أن مستقبل البترول في مصر سيبقى مشرقًا بفضل هذا الصرح الوطني، وبفضل قيادات حكيمة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.