د. منصور نظام الدين ؛ جدة:-
المستشار الإعلامي لجريدة موطني الدولية
أكد إستشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف :أن تحذير مجلس الصحة الخليجي من إرتفاع نسب السمنة بين الأطفال اليافعين والمراهقين في دول الخليج ومنها السعودية يعد جرس إنذار صحي خطير يستوجب التعامل معه بجدية بالغة، إذ إن زيادة المعدلات في الخليج عن النسب العالمية يهدد صحة جيل كامل يمثل مستقبل المجتمع.
وأشار الدكتور الشريف: إن هذا التحذير لا يعني مجرد إرتفاع في الأرقام والإحصاءات، بل هو رسالة عميقة مفادها أن نمط الحياة الحديث والعادات الغذائية الخاطئة وقلة النشاط البدني بدأت تترك آثارًا سلبية واضحة على صحة أبنائنا وبناتنا، مما يستدعي تحركا أسريا ومجتمعيًا شاملا لمعالجة هذا الخطر الصحي المتنامي.
وأضاف :أن أسباب إنتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين متعددة منها الإفراط في تناول الأطعمة السريعة والمشروبات الغازية،وقلة ممارسة النشاط البدني، والإفراط في إستخدام الأجهزة الذكية ، والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، إلى جانب ضعف الوعي الغذائي لدى بعض الأسر، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم واختلال التوازن الصحي.
وأشار الدكتور الشريف: إلى أن مضاعفات السمنة لا تقتصر على الشكل الجسدي فحسب
، بل تمتد لتشمل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وتدهور الحالة النفسية، فالسمنة في مرحلة الطفولة تمثل مقدمة لأمراض مزمنة في سن الشباب، وبالتالي تهدد جودة الحياة ومستقبل الصحة العامة في المجتمعات الخليجية.
وعن كيفية حماية جيل اليوم من مشاكل زيادة الوزن
يؤكد الدكتور الشريف :
يجب تبني نمط حياة متوازن يجمع بين التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم، كما أن الدور الأسري يحتل مكانة محورية في مواجهة السمنة، فالأسرة هي البيئة الأولى التي يتعلم فيها الطفل سلوكياته الغذائية، وعلى الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة في تناول الطعام الصحي، وتوجيه الأبناء نحو الأطعمة الغنية بالعناصر المفيدة مثل الخضروات والفواكه والبروتينات، مع تجنب الإفراط في تناول المقليات والحلويات والمشروبات السكرية.
وحذر الدكتور الشريف: الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية من إغراءات إعلانات الوجبات السريعة التي تستهدفهم بأساليب تسويقية مؤثرة، فهذه الإعلانات تخلق ارتباطًا نفسيًا بين المتعة والطعام غير الصحي، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على تكوين العادات الغذائية في سن مبكرة فالوقاية من السمنة تبدأ من الوعي، وأن مسؤولية حماية الأطفال تقع على عاتق الجميع من الأسرة والمدرسة إلى وسائل الإعلام والجهات الصحية ، داعيًا إلى نشر ثقافة الاعتدال الغذائي، وتشجيع الأطفال على الحركة والنشاط، والابتعاد عن العادات السلبية التي تهدد صحتهم ومستقبلهم.
