المقالات

الشعور بالرضا في معرفة الله

جريده موطني

الشعور بالرضا في معرفة الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الشعور بالرضا في معرفة الله

الحمد لله رب العالمين الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وأسوة للناس أجمعين، أرسله للناس بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واعلموا أن الله عز وجل بعث نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبشرا وهاديا ونذيرا، ومعلما وميسرا، ومربيا ومزكيا، فروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا، ولكن بعثني معلما وميسرا” رواه مسلم، وبعثه الله تعالى في أمة سيطر عليها الجهل والضلالة، واستولت عليها البدع والخرافة، فصنع بإذن الله منها أمة حاملة لرسالة العلم والتعليم.

 

ومن الأمور المعلومة من سيرته صلى الله عليه وسلم اهتمامه بالتربية والتعليم ما يجعل سيرته العطرة زاخرة بالأساليب التربوية والتعليمية الصالحة لكل زمان ومكان، فقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، وأعطي حكمة وعلما لا يدانيه فيهما أحد من الناس، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإنه قيل السعادة هي القدرة على تجربة أوسع نطاق من العواطف والمشاعر بطريقة صحية، والسعادة هي الشعور بالرضا في ظل غياب القلق أو الاضطراب أو تعكر المزاج، وقد قال الإمام الغزالي، إن اللذة والسعادة عند بني آدم، هي معرفة الله عز وجل، ويتبع ذلك بقوله، اعلم أن سعادة كل شيء ولذته وراحته تكون بمقتضى طبعه، كل شيء خلق له، فلذة العين الصور الحسنة.

 

ولذة الأذن في الأصوات الطيبة، وكذلك سائر الجوارح بهذه الصفة، ولذة القلب خاصة بمعرفة الله سبحانه وتعالى لأن القلب مخلوق لها، ويختلف الناس في تحديد السعادة الحقيقية باختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم، فمنهم من يظن أن السعادة الحقيقية تكمن في امتلاك الأموال الطائلة، ومنهم من يتصورها في بيت فخم وسيارة فارهة، ومنهم من يراها في المناصب المرموقة أو في التمتع بجمال أخاذ، أو في تحقيق غرائز الجسد وشهوات النفس، أو في كثرة الأولاد، ويقول الرازي في ذلك إن الإنسان يشاركه في لذة الأكل والشرب، جميع الحيوانات، حتى الخسيسة منها، فلو كانت هي السعادة والكمال، لوجب ألا يكون للإنسان فضيلة في ذلك على الحيوانات، ويكمل في سياق آخر فيقول إن هذه اللذات الحسية، إذا بحث عنها.

 

فهي ليست لذات، بل حاصلها يرجع إلى دفع الآلام، والدليل عليه أن الإنسان كلما كان أكثر جوعا كان الالتذاذ بالأكل أتم، وكلما كان الجوع أقل كان الالتذاذ بالأكل أقل، ويعد الفلاسفة المسلمون السعادة الحقيقية في إشباع لذة العقل والذهن بالمعارف والعلوم، بالإضافة لتقدير ورفع قيمة الأعمال المرتكزة على الجهد الذهني، ويتفق هنا الكندي وابن مسكويه، والفارابي، وابن رشد في كون السعادة الحقيقية تتجلى في طلب علوم الحكمة والفلسفة والعمل بالعلوم المنطقية والنظرية، بهدف الوصول لنتائج وحقائق صادقة، ومن الجدير ذكره أن الفلاسفة المسلمين واليونانيين القدماء قد اتفقوا على كونِ السعادة الحقيقة تتجلى في الإيمان، والعمل السليم البناء، وإعمال العقل والفكر لإكمال إرواء الملذات الدنيوية، وهذه الطريقة الأفضل للارتقاء بالأمم والوصول أخيرا للسعادة.الشعور بالرضا في معرفة الله

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار