الشمس
هنا نابل بقلم المعز غني
تطلع والنجوم تغيب ، والصغير يكبر ، والكبير يشيب ، والدنيا. تفرق ، والفراق صعيب ، والعزيز يبقى عزيز ولو كان بعيد …
الشمس هي الحكاية التي لا تملّها السماء ، تولد كل صباح من رحم الأمل لتغسل وجه الأرض بنورها ، وتهمس في أذن الكون:
“ابدأ من جديد”.
تُعطي دون أن تنتظر شكرًا ، وتُضيء حتى حين تكون الغيوم حجابًا بينها وبين الوجوه .
هي المعلمة الأولى التي تدرّسنا أن العطاء لا يُفقد ، وأن النور أقوى من كل ظلال الحزن والخذلان .
ما بين شروقها وغروبها ، تتلخّص دورة الحياة كلها : بدايات ، أوج ، ثم أفول… لكنها تعود دومًا ، لتؤكد أن النهاية ليست سوى إستراحة مؤقتة قبل إشراقة أخرى.
الشمس لا تعرف الزيف ولا النفاق ، فهي إن أشرقت أحرقت الكذب ، وإن غابت تركت خلفها وعدًا بالعودة .
هي رمز الصدق ، ورفيقة الصباحات الصافية ، ومرآة لأرواح النبلاء الذين يمنحون الدفء حتى في أقسى المواسم .
فلتكن شمسًا … لا تنتظر من يقدّرك ، بل أضِئ بثبات ، حتى لو مرّ حولك ليل طويل .
إن شاء الله نهاركم زين
هنا نابل بقلم المعز غني
عاشق الترحال وروح الاكتشاف
الشمس


