الرئيسيةمقالاتالشهرة لحظة.. والاحترام حياة
مقالات

الشهرة لحظة.. والاحترام حياة

الشهرة لحظة.. والاحترام حياة

كتب _ مصطفى بكر 

في زمن مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد الوصول إلى الشهرة حلمًا بعيدًا. بضغطة زر وصورة لافتة أو مقطع قصير يمكن لأي شخص أن يصبح حديث الناس ويحقق ملايين المشاهدات في ساعات قليلة. لكن السؤال الأهم: هل تكفي الشهرة وحدها لتصنع قيمة حقيقية للإنسان؟ وهل يمكن أن تصمد أمام اختبار الزمن؟

الشهرة تشبه ضوء الكاميرا، تلمع فجأة وتخطف الأنظار لكنها سرعان ما تخفت تاركة صاحبها في مواجهة فراغ قاس إذا لم يكن لديه ما يقدمه. كم من شخص لمع اسمه بسرعة لكنه اختفى أسرع، لأن ما قدمه لم يكن إلا ضوضاء بلا مضمون.

أما الاحترام فهو رحلة أطول وأكثر صعوبة. لا يمكن شراؤه بالمال ولا تحقيقه بالاستعراض، بل يُبنى بالصدق والأمانة والمواقف التي تثبت أصالة الإنسان. الاحترام لا يمنحه الناس مجاملة أو بدافع فضول مؤقت، بل يعطونه عن قناعة كاملة، ويبقى رصيدًا دائمًا يرافق صاحبه حتى بعد غيابه.

التاريخ مليء بالأمثلة. هناك من حظوا بشهرة واسعة في وقتهم ثم ابتلعهم النسيان، وهناك من ظلوا حاضرون عبر الأجيال لأنهم تركوا أثرًا حقيقيًا يستند إلى العلم أو العمل أو المواقف الإنسانية. الشهرة قد تصنع اسمًا يتردد على الألسنة، لكن الاحترام هو الذي يخلد هذا الاسم في القلوب والعقول.

الفرق بين الاثنين أن الشهرة تمنحك حضورًا لحظيًا أمام الكاميرا والجمهور، بينما الاحترام يمنحك مكانة راسخة لا تزول حتى بعد أن تُطفأ الأضواء. الشهرة قد تجعل الناس يصفقون لك يومًا، أما الاحترام فيجعلهم يذكرونك بالخير ويدعون لك على مر الزمن.

في النهاية، أمام كل إنسان خيار واضح: أن يلهث وراء بريق لحظة زائلة، أو أن يبني مسارًا أطول وأصعب لكنه يضمن له أثرًا باقيًا وذكرى كريمة. الشهرة قد تغريك، لكنها عابرة. أما الاحترام فهو رأس المال الحقيقي الذي لا يفقد قيمته مع الأيام.

الشهرة لحظة.. والاحترام حياة

كتب _ مصطفى بكر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *