الشيخ و تاريخ القرية
الكاتب / عايد حبيب جندي الجبلي
فتربية الطفل أفضل من المال قال لي أحد الشيوخ المسنين يا بني أتذكر رجلاً في القرية كان لديه مال كثير وبلاء نفسي ببلاء السكر أي الخمور ومع كثرة المال نسي أن يربي أبناءه بسبب السكر فهو لاهٍ في
الحياة المادية فترعرع أبناءه علي طبيعة الحياة ولم يرشدهم علي مخافة الله وطاعة الوالدين ، قال : هل
عرفت يا بني ماذا فعل أحدهم فيه ؟ فقلت : لا يا سيدي ، قال : سوف أحدثك يا بني ماذا حدث لعدم الاهتمام
بالتربية ، قل لي أيها الشيخ المسن ، نعم يا بني قد قام أحد أبنائه بضرب أبيه ، قلت : يا للهول يضرب أباه
!!! قال : نعم يا بني ضرب أباه ولم يكتف بهذا الفعل بل بعد فطرة قليلة ضرب أمه وكسر أحد زراعيها
مثلما أعاق أباه في عينه ، فقال الشيخ المسن : ربي أبناءك يا بني قبل أن يربوك ، قلت للشيخ المسن :
وماذا قال الأب للابن ؟ قال اليشيخ : كان أبوه ينظر لأبناء البسطاء حوله عندما يطيعون آباءهم وكان يتأثر
نفسياً من تربية أبنه وبين تربية الناس حوله قال لي الشيخ يا بني إن هذا الابن لم يسلم منه بعض الناس ،
وفي الجزء الثاني سوف أروي لك كيف فعل شيئ خطيرا في أقرب أقاربه الشيء الذي أرويه لك لا
يفعله أحد غيره فهذا الشيء غير مشرف ، قلت : هل في جعبتك أشياء كثير عن هذا الابن أيها الشيخ ؟ قال :
نعم يا بني وعندي علي المقربين منه أشياء كثيرة الجزء الثاني
مرحباً يا شيخ أنا رجعت مرة أخري لتروي لي ما حدث فجعبة الحياة عندك مليئة بذكريات عديدة من التاريخ القروي والسير الذاتية في تاريخ القرية .
مرحباً بك يا بني وسوف أضرب لك مثلا علي القرية ، نعم أيها الشيخ تفضل وأنا معك ، قال يا بني العالم كان في بدء الخليقة قرية والقرية أصبحت مدينة لكثرة البشر وبعد أن أصبحت مدينة والمدينة أصبحت مدن والمدن أصبحت دولة والدولة أصبحت دول مع طول الزمن وكثرة البشر وهذا المثل الذي حدثتك عنه فأي قرية هي الأساس في تكوين الكون ولذلك القرويين يعرف بعضهم بعضاً والذي لم يعرف في أي قرية يبقي ليس له أساس والذي ليس له أساس قروي عندما تذكر اسم العائلات يقوم هو صارخا بين الجالسين بصوت عال ويقول يُنفى اسم العائلات ، لماذا ؟ هو لم يكن له جذور عائلية في القرية أيها الشيخ ومن متمسك بعائلته الآن ، يا بني هذا الكلام جريمة في حق الإنسانية عندما تتخلي القرية عن العائلات تكون قد تخلت عن مبادئها يكفى أيها الشيخ هذا الكلام كل إنسان يتحمل أخطاءه بنفي .. لا يا بني أنا علي سبيل المثال عملت مشكلة فيقولون عنك ابن فلان فيسأل الأخر يقول من أي عائلة فهنا تذكر العائلة فأنت لو تخليت عن العائلة تخليت عن القيم والمبادئ وتعم الفوضى وتدني الأخلاق فكل من يفعل ما يحلو له من تدني الأخلاق لكن كل من يرتبط بعائلة يخاف علي سمعته في القرية وتأتى بقية العائلة لتدينه علي ما فعله ومن هنا تبدأ العائلة بدورها المهم والقرية تحتفظ بقيمها يا بني أنا تعجبني القبائل العربية مثل ليبيا والمغرب والجزائر اليمن والأردن والسعودية وبلاد غيرها كثير للآن يتمسكون بالعائلات علي سبيل المثال يقولون العائلة المالكة فهنا عندما تذكر العائلة تذكر جميع الأشياء ذات القيمة فأضرب لك مثل فعندما يخطب ابنك واحدة ما فمن الأصول أن تسأله هي بنت من ؟ فيقول ابنك : هي بنت فلان ، تقول أنت لابنك من أي عائلة يقول ابنك من عائلة كذا فمن هنا أنت تقرر هل العائلة تصلح أم لا تصلح ، فهل العائلة لها دور أم لا ؟ نعم أيها الشيخ لها دور كبير بين المجتمعات القروية ، وهذا يا بني بخلاف المدن فالمدينة لا تتمسك بالعائلات
مرحباً أيها الشيخ المسن … ما الذي بجعبتك اليوم الجزء الثالث ؟
مرحباً بك يا بني واليوم سوف أروي لك قصة رجل من حوالي أربعين سنة كيف شوشر علي أبناء عمومته وهم في الأصل أبناء رجل واحد وهذا أنا حضرته بنفسي وواجهته ونشبت اختلافات شديدة بيني وبينه وكان حشد كثير من الجالسين معنا منهم المعارض ومنهم المؤيد ، أيها الشيخ كم عمرك ؟ عمري يا بني قرن وأبي مات عن عمر مائة وعشر سنين يعني يا بني أنا عمري مائتين وعشر سنين ، نعم أيها الشيخ قد فهمت ما تقصد … تقصد أن عمرك مائتين وعشر سنين في المعرفة ! .. نعم يا بني هذا ما أقصده فأبي يا بني زودني مائة وعشر سنين قد مضت من القرية أي ملم بمائتين وعشر سنين يا بني ، تفضل احك لي ما حدث معك ومع هذا الرجل ، نعم يا بني حدثته بجدل كبير ودلائل وبراهين مؤثرة كي لا يشوشر على هؤلاء وهو قاصد محو أبناء عمومته من اسم العائلة ، أيها الشيخ ولماذا هذا العائلة لا توقفه عن هذه الشوشرة ؟ أقول لك يا بني لماذا لم توقفه عن هذه الشوشرة فهؤلاء لم يكن يهمهم أن يقولوا أنهم من هذه العائلة ولا يردون عليه فكانوا لا يبالون بهذا الكلام ، أيها الشيخ بالفعل من يحكي … يحكي ، لا يا بني الشوشرة أصعب من طلق الرصاص … ألم تسمع يا بني في الريف المصري مقولة تقول ” الكلمة أوعر من ضرب الرصاص ” ؟ نعم أيها الشيخ سمعتها من قبل ، حسناً يا بني فهذا الرجلُ يقصد بشوشرته علي القسم الآخر من العائلة ، قل لي أيها الشيخ لماذا كل هذه الشوشرة عليهم ؟ نعم سأروي لك ماذا روى لي أبي سنة ألف وتسعمائة وخمسة قال لي : قام واحد من أفراد القسم الذي نرمز له بحروف من أول اسم الجد الأكبر وهو (طانو ) بتقسيم الأرض بينه وبين أبناء عمه ( جور ) ومنهم الشخص الذي شوش علي أبناء (طانو) ليمحوهم من لقب (الجب) وهو اللقب الذي يزيد الطينة بلل ، قل لي يا شيخ ماذا فعل أحد أبناء (طانو) الذي قسم الأرض ، أقول لك يا بني قال لي أبي يا بني هذه العائلة كانت تمتلك أراضي كثيرة في القرية أي كانوا أقطاعيين وحدث شيء ما دمر كل شيء ولم يبق إلا تسعة وأربعين فدانا فقط ، أيها الشيخ كيف عرفت هذه المعلومة الغائبة عن ذهن القرويين ؟ نعم سأروي لك يا بني أني أخبرني عن الثراء الذي كان معهم وأكمل المعرفة القسمة التي قسمها أحد أبناء (طانو) ويدعى (مرق) عندما قسم بينه وبين أبناء (جور) الذين تغلبوا بشهرتهم باسم أبناء (الجب) وقد استخرج أبناء (طانو) الأوراق الخاصة بمساحة تسعة وأربعين فدانا … فالتاريخ يعيد نفسه يا بني وبعد جدل كبير أخذ حقه وحق اخوانه من أبناء (جور) بصعوبة يا بني ، وكيف أيها
الشيخ ألم يكونا أبناء عم من أب واحد ؟؟ نعم يا بني من أب واحد وسوف أروي لك ماذا حدث في باقي حقهم في المنزل الكبير والذي يسمي في الريف ” بوابة العائلة ” ، اروٍ لي يا شيخ ما الذي حدث في ” بوابة العائلة ” ؟ سمعت من أبي بأن أبناء (طانو) كان لديهم أربع قراريط داخل البوابة فقام القسم الآخر أبناء (جور) ببيع الأربع قراريط لشخص آخر من قرية مجاورة تبعد عن قريتهم بحوالي ثلاثين كيلو متر وباعوا لهذا الرجل واشتروا منه فى نفس الوقت وذلك سنة ألف
وتسعمائة واثنتين وثلاثين أي بعد ممات (مرق) ، ولماذا قاموا بهذه المراوغة يا أيها الشيخ ؟ يا بني ليخرجوهم وينفوهم من بوابة العائلة وأحفاد (طانو) قد حصلوا علي أوراق القسمة من تاريخ مدون فيما بينهم مكتوب فيها التالي جميع من قسم من أبناء جور وتركوا أبناء طانو ومن أجل ذلك نشبت المشاجرة ، وكل هذا لينفوهم من البوابة يا أيها الشيخ ؟ … يا للهول !! يا بني هذا لا يكفي مثلما فعلوا في أبناء (طانو) من صعوبات في تقسيم الأرض وفعلوا في أحفادهم في هذه الأيام للساعة الراهنة فقام أبناء طانو يطالبون علي قطعة أرض باقية للعائلة كلها تبينها الورقة التي حصل عليها أحفاد (طانو) في الجزء الرابع سأروي لك كيف اشتكوا واحدا من أحفاد طانو