اخبار مصر

الصبر: طريق التعافي وتجاوز المحن

الصبر: طريق التعافي وتجاوز المحن

الصبر: طريق التعافي وتجاوز المحن

محمود سعيدبرغش 

الصبر: طريق التعافي وتجاوز المحن

الصبر هو مفتاح الفرج وبابٌ من أبواب الخير العظيم الذي يُعين الإنسان على مواجهة الشدائد وتجاوز الأزمات. فقد جعله الله عز وجل عبادةً عظيمة، وذكره في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وأوصى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لما له من أثر في تقوية الإيمان وتحقيق السكينة.

 

الصبر في القرآن الكريم

 

وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تُبرز أهمية الصبر ومكانته في حياة المؤمن، ومنها:

 

قال الله تعالى:

 

> “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ” (النحل: 127).

وهذا يدل على أن الصبر يحتاج إلى الاستعانة بالله وقوة الإيمان به.

 

وقال سبحانه:

 

> “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” (البقرة: 155-156).

وهنا يتجلى فضل الصبر عند وقوع المصائب وكيف أنه باب لتبشير الصابرين بالثواب العظيم.

 

كما قال عز وجل:

 

> “وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ؟ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا” (الفرقان: 20).

فالابتلاءات هي اختبارات للصبر، والله يرى ويعلم من يصبر ومن يجزع.

 

وقال تعالى:

 

> “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 155).

فالابتلاء سنة الحياة، والصبر هو مفتاح الثبات أمام هذه التحديات.

 

الصبر في السنة النبوية

 

السنة النبوية مليئة بالأحاديث التي تحث على الصبر وتوضح فضله، منها:

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

> “ما يُصيبُ المُسلِمَ مِن نَصَبٍ، ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حَزَنٍ، ولا أذًى، ولا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُها، إلَّا كفَّرَ اللَّهُ بها مِن خَطايَاهُ” (رواه البخاري ومسلم).

فكل ألم أو مصيبة يُصيب بها المسلم، يجعلها الله سببًا لتكفير الذنوب ورفع الدرجات.

 

وقال صلى الله عليه وسلم:

 

> “إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رَضيَ فله الرِّضا، ومَن سخِطَ فله السُّخطُ” (رواه الترمذي).

مما يدل على أن البلاء دليل على محبة الله لعبده، وأن الصبر على هذا البلاء ينال به رضا الله.

 

وقال أيضًا:

 

> “من يتصبَّرْ يصبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ منَ الصَّبرِ” (رواه البخاري ومسلم).

فالصبر هبة من الله، ومن يجاهد نفسه للتصبّر يعينه الله عليه.

 

نماذج من صبر الأنبياء

 

الأنبياء هم القدوة في الصبر، ومن أبرزهم:

 

نبي الله أيوب عليه السلام:

صبر على المرض وفقدان المال والأهل، وظل ثابتًا في إيمانه حتى أثنى الله عليه بقوله:

 

> “إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ” (ص: 44).

 

نبي الله يعقوب عليه السلام:

صبر على فراق ابنه يوسف عليه السلام، وقال:

 

> “فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” (يوسف: 18).

 

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

كان نموذجًا للصبر في مواجهة أذى المشركين، حيث صبر واحتسب وواصل دعوته، وقال:

 

> “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” (رواه البخاري).

 

الصبر هو مفتاح النصر

 

قال الله تعالى:

 

> “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 153).

وهذه الآية تؤكد أن النصر الحقيقي لا يتحقق إلا بالصبر، فالصبر هو سلاح المؤمن وقوته أمام كل محنة وابتلاء.

 

فلنجعل الصبر رفيقنا في الحياة، ولنتذكر دائمًا قول النبي صلى الله عليه وسلم:

 

> “الصَّبْرُ ضِياءٌ” (رواه مسلم)، فهو نور ينير لنا طريق الظلمات ويهدينا إلى بر الأمان.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار