الصحفي والمذيع الحواري
كتب : دكتور فوزى الحبال
الصحفي شاطر في تعقب الأحداث والحوادث والقضايا ومعرفة أسبابهاوكافة مايتصل بها من تفاصيل وبارع في جذب الناس للإهتمام بالأحداث فضلا عن براعته الفائقة في حسن عرضها وترويجها واقناع القارئ بها، من الاخر كده الصحفي محترف كتابه وليس فصاحه قلمه يجيد فن عرض الحدث كأنه جراح ماهر يصل للداء والدواء بسرعة البرق.
دائم البحث عن الاثارة الجاذبه لقارئه يقرأ الحادثه يبحث عن الحدث والإثارة.
بينما المذيع الحواري يسعى بحسن كلامه ، ومهارته في إدارةالحوار مع الضيوف في شتى مجالات العلم والمعرفة، وقدرته الفائقه على تسخير كل ملكاته في العرض وتوجيه التساؤلات،وحسن الاستنتاج والاستقرار والاستدلال،حتى يتحف المشاهد باكبر كم وكيف من المتعه والافاد المعلوماتيةوالمعرفيه ،إذا نحن إزاء وظيفتان مختلفتان كلية وإن كانتا مكتملتان.
كتير من الصحفيين سابوا صاحبة الجلاله وتركوا مهنتهم وجرائدهم وكارهم وهربوا للعمل كمذيعين حواريين في التلفزيون،هو للدرجة دي التلفزيون مالوش أهل يسأل عنه و فيه وعليه وكانت النتيجه المتوقعه ، أنهم اصبحوا بل أين هوية تذكر لاحصلوا صحفيين متميزين ولا حصلوا مذيعين لامعين و ناجحين. ولن اسرد لكم قائمة هؤلاء الصحفيين المتحولين لمذيعين فالقاصي والداني يعرفهم حتى الاطفال في الحضانات عارفاهم.
افتحوا اي قناةكده،ستجدونهم ليل نهار نازلين تهليل وتجعير وتشويح كأننا قاعدين في محطه مصر أثناء اجازة نصف السنه، واللي زود الطين بله،انهم مش ينقلوني بركاته ويخلوا الضيوف يتكلموا،على الأقل نريح ودانا شويه،لأ بدأوا ياخدوا البرنامج كله لصالحهم وحديثهم بشكل فردي لنا الله الغريب، أن لهم برامج حواريه يوميه ذات نسب وكثافة مشاهدة غير عاديةويفضلوا ينخعوا بالساعات وياريت نخع بس، لأ ده كمان فرض وجهات نظر في اي موضوع، هؤلاء معظمهم ( جرنالجية ) أي أنهم كانوا صحفيين (صاحبة الجلاله) نشأوا وترعرعوا في أحضان الصحافه وجاءوا منها بكل أشكالها وتوجهاتها وما يجمعهم جميعا هو السبق الصحفي والخبر و الإثارة والترويج والفرقعةوالحماس في عرض الأخبار وأسلوب تقديمها،واصبحت الاثارة الصحفية جزءا من شخصيتهم وجانب من ذواتهم،وإذا كان ذلك الأمر قد يصبح معقولا ومقبولا في مجال الإثارة الصحفيةمع الصحفي في صحيفته، فأن الأمر بات مختلفا تماما عندما يغزو نفس الصحفي مجال الشاشة الفضية الصغيرةليكون مذيع الجريدة في التلفزيون أنهم لايجيدون بث الوعي بقدر نجاحهم المبهر الذي لا مثيل له في الإثارة والتهليل ويبقى السؤال.
أين الآلاف من خريجي أقسام الإذاعة والتليفزيون المؤهلين والمدربين على كيفية الإتصال والتواصل مع الناس؟ أما أن الآوان لكي نضخ في شرايين هذا الوطن كفاءات إعلامية.
مؤهلة من شباب مصر،بل أين مفكري وأساتذة الإعلام من كل هذا التسيب هل أكتفوا بأن يكونوا مجرد ضيوف يرتدون الكارافتات الشيك أمام مذيع كل ملكاته وقدراته أنه كان يوما صحفيا ياريت تفصلوا ده عن ده يستريح ده من ده ،وقالوا في الامثال ادوا العيش لخبازينه.
الصحفي والمذيع الحواري


