عنوان الصديقية ومنشور الولاية النبوية .
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته ثم اما بعد إن الصديقية هي أعظم مرتبة من مرتبة التحديث، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية ” والصديق أكمل من المحدث لأنه إستغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف.
فإنه قد سلّم قلبه كله وسره وظاهره وباطنه للرسول صلي الله عليه وسلم فإستغنى به عما منه، وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم فإن وافقه قبله وإلا رده فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث” وقال الإمام ابن القيم فالفهم عن الله ورسوله هو عنوان الصديقية ومنشور الولاية النبوية وفيه تفاوتت مراتب العلماء، حتى عد ألف بواحد فانظر إلى فهم ابن عباس وقد سأله عمر ومن حضر من أهل بدر وغيرهم عن سورة إذا جاء نصر الله والفتح وما خص به ابن عباس من فهمه منها أنها نعى الله سبحانه نبيه إلى نفسه وإعلامه بحضور أجله وموافقة عمر له على ذلك وخفائه عن غيرهما من الصحابة وابن عباس إذ ذاك أحدثهم واصغرهم سنا.
وأين تجد في هذه السورة الإعلام بأجله لولا الفهم الخاص ويدق هذا حتى يصل إلى مراتب تتقاصر عنها أفهام أكثر الناس فيحتاج مع النص إلى غيره ولا يقع الإستغناء بالنصوص في حقه وأما في حق صاحب الفهم فلا يحتاج مع النصوص إلى غيرها، وكما قال ابن القيم فمن تعبد الله تعالي بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة ولأجل هذه المراغمة حمد التبختر بين الصفين والخيلاء والتبختر عند صدقة السر حيث لا يراه إلا الله تعالي لما في ذلك من إرغام العدو وبذل محبوبه من نفسه وماله لله عز و جل، وهذا باب من العبودية لا يعرفه إلا القليل من الناس ومن ذاق طعمه ولذته بكى على أيامه الأول، وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصاحب هذا المقام إذا نظر إلى الشيطان ولاحظه في الذنب راغمه بالتوبة النصوح فأحدثت له هذه المراغمة عبودية أخرى، وفي مراحل التربية والتعليم إنه ينبغي مع نهاية كل سنة دراسية على أن يم تسجيل ملاحظات للأساتذة والمعلمين، وكذلك إقتراحات من أجل تحسين مستوى التربية والتعليم لتلاميذنا وفي بلادنا، لكن الملاحظ للأسف الشديد لسبب أو آخرأن الملاحظات والاقتراحات لا يكاد ينفد منها شيء وكأنها ترمى بعد قراءتها أو حتى بدون قراءتها في سلة المهملات أو المحذوفات، وهذه البعض مما يمكن أن يلاحظ أو يقترح على مديرية التربية أو الوزارة أو الحكومة توفير المؤسسات التعليمية الكافية لأن عدد التلاميذ يزيد وعدد المؤسسات يكاد يكون ثابتا، وتوفير جميع الإمكانات المادية في المدرسة، وتقليص عدد الطلاب في الفصل الواحد، ليسهل على المعلم المتابعة والتوجيه، والتقليل من المناهج الدراسية,
وكذا من الكم الهائل من المعلومات التي ندرّسها للتلميذ بدون أن يستفيد منها والتقليل من الحجم الساعي للتلميذ وللمعلم على حد سواء، وكذلك توفير الإمكانات المادية والمعنوية المساعدة للمعلم من أجل أن يعيش موفور الكرامة ومن أجل أن يؤدي دوره في التربية والتعليم على أكمل وجه، وإنه ينبغي التعاون الوثيق جدا والإتصال المستمر والدائم بين البيت والأسرة من جهة وبين المؤسسة التعليمية والإدارة والتلاميذ من جهة أخرى، وإستبعاد الرشوة والغش والتزوير والبيروقراطية والمحسوبية وغيرها من كل ساحة التربية والتعليم.