الرئيسيةمحافظاتالصراع في ميدان النفس البشرية
محافظات

الصراع في ميدان النفس البشرية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أصدق الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن الطريق شاق وطويل ويحتاج إلى جهاد دائم من حملة رسالة الإسلام والله تعالى يؤيد هذا الجهاد، ويبارك فيه ولو كان قليلا المهم أن يبذل الإنسان ما يستطيع، والصراع بين الحق والباطل له ميدانان، فالميدان الأول هو ميدان النفس البشرية، فالإنسان قابل للهدى والضلال، والإنسان حين يكون خيرا.

لا يعنى أن عناصر الشر زالت منه بالكلية بل النفس الآمرة بالسوء موجودة، وكيد الشيطان موجود ولذلك قد يخطئ المستقيم أو يضل أو ينحرف عن هذا الطريق أو يتركه حينا ثم يعود إليه، وبالمقابل الإنسان المنحرف والضال لا يعنى أنه أصبح شيطانا رجيما، فقد يستقيم ويهتدي للخير بل وحتى حين يكون مصرا على الشر الذي هو فيه لا تظن أبدا أنه لا تثور في نفسه نوازع الخير، وقيل أن أناس قضوا زمانا طويلا في ميادين الشر والفساد أن قلوبهم أحيانا تغلى بمراجل الهم والندم والحزن والرغبة في الإقلاع، والمؤمن قد يعصى ولكنه لا يمكن أن يفرح بهذه المعصية ويطمئن إليها بل لابد أن يوجد في قلبه ندم على هذه المعصية، والإنسان الطيب لا يخلو من وجود شئ من الشر يحتاج إلى مدافعة وإزالة ومقاومة ولذلك لابد من مجاهدة النفس.

وبالمقابل الإنسان الشرير لا يوجد ما يدعو لليأس منه أوإعتقاد أنه لا خير فيه، رب كلمة توافق قلبا فتتدخل فيه وتغيره رأسا على عقب وعليك أن تسأل الذين إهتدوا تجد أن بعضهم سمع برنامجا في الإذاعة أو سمع كلمة طيبة من أحد فتأثر بها وربما الذي قال هذه الكلمة لم يحسب لها حسابا لكنها صادفت قبولا في هذا الإنسان فغيرت معالمه ظاهرا وباطنا، وهذا يوجب على الإنسان الصالح عدم الاغترار لأنه من الممكن أن يتغلب عنصر الشر يوما من الأيام فينتكس والعياذ بالله وأيضا لا ييأس الإنسان من نفسه ولا من غيره، فأما اليأس من النفس فإنه من مداخل الشيطان العظيمة على النفوس، فيأتي مثلا إلى رجل صالح مع قوم صالحين أو إنسان يؤم الناس في الصلاة أو يقرئهم القرآن أو يعلمهم العلم أو يدعوهم إلى الله جل وعلا، وقد يكون عنده معصية خفية لايعلمها الناس.

فيأتيه الشيطان، ويقول له أنت منافق تتظاهر بشيء، وفى باطنك تعلم أن عندك معاصي، وعندك كذا وكذا، فلا يزال به حتى يقنعه بترك الطاعة التي هو فيها، وقيل أن هناك من الصالحين من إنحرف لهذا السبب وليس العلاج بأن يترك الإنسان العوامل الطيبة في نفسه إستجابة لداعي الشيطان بل نقول ضاعف الأمور الخيرة في نفسك وقاوم بقدر ما تستطيع المعصية وحتى لو لم تستطيع النجاة منها اليوم أو غدا لا تعتقد أن الحل أن تترك أعمال الخير، وخطأ أن تعتقد أن هذا من النفاق لأن وجود الكره للمعصية والحرص على التخلص منها يدل على الخير وليس مطلوبا منك أن تترك أعمال الخير و تفعل المعصية ويتفرد بك الشيطان فهذا مزلق خطي يجب أنر ينتبه له الإنسان فلا ييأس الإنسان من نفسه ولا من غيره، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *