الصهيوني وهو يتمتم
بقلم عايد حبيب مدير مكتب سوهاج بجريدة
بعد مشاهدتي برنامج عرضته قناة لبنانية عن رجل أخذ الاحتلال الصهيوني منه منزله وما علي إلا أن أكتب ما سمعته عن هذا الرجل وهو متأثر بمنزله وجدرانه والأشجار التي زرعها بيده وفيه أشجار مقاربة لعمره زرعها والديه بيديهما وهو يتأمل في المنزل من بعيد وفى داخله أسرة صهيونية ثم أقترب الرجل الفلسطيني منه ليشتم رائحة أشجار الياسمين التي تعود علي رائحتها كلما كان يرويها بيده فشرايينه و دماءه تعودت علي رائحتها فأخذته أقدامه إلى الطرقات التي تؤدي إلى داخل المنزل لينظر إلى جدران المنزل ويتأمل في الحجرات التي بناها أبواه حجرة .. حجرة وأثناء دخوله في الطرقات المتعرجة المؤدية إلي باب المنزل وقبل أن يقترب من الباب خرج الصهيوني من المنزل ودفعه خارج المنزله بتراشق الكلمات المبهمة والفلسطيني يهرول في الطرقات المتعرجة وقطف غصن زيتون ليعطيه للصهيوني ويده ممتدة للصهيوني فقام الصهيونى برمي غصن الزيتون خارج المنزل وخرج الفلسطيني يبكي متحسراً علي جدران منزله وأشجار منزله وهو يبكي ويسترجع أيام طفولته ويشير بيده وهو يتمتم بشفتيه كنت ألعب هنا … لا هنا .. لا هنا وكانت كل الأماكن لى .. والفضاء لى .. والمطر لى .. والطرقات لى .. والجدران لي .. والأشجار والحجارة لي .