الطريق المؤدي إلى الجنة
محمـــد الدكـــروري
الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيدا ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية أن سلامة الصدر هو الطريق المؤدي إلى الجنة، وهي سبب دخول الجنة، ثم إن هذه الصفة من أعظم أسباب دخول الجنة، روى الإمام أحمد عن يزيد القسري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أتحب الجنة؟ قال نعم، قال فأحب لأخيك ما تحب لنفسك” وروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في نبي الله الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
” رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ” وقول نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام ” إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ” فرفع يديه صلي الله عليه وسلم وقال اللهم أمتي أمتي، وبكى، فقال الله يا جبريل، اذهب إلى محمد، وربك أعلم فسله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله تعالى يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك ” رواه مسلم، ويجبر الله تعالي كل الخلق ويجبر من يدعوه باستجابة الدعاء وكشف الضر، وفي هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس، والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظرا لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة.
ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وفي حالة غم وهم، ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة، ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وفي حالة غم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجا، وذاك مريض، والآخر مُبتلى، والهموم كثيرة، وتطييب الخاطر لا يحتاج إلى كثير جهد، ولا كبير طاقة، فربما يكفي البعض كلمة من ذكر، أو دعاء، أو موعظة، وربما يحتاج الآخر إلى مساعدة، وينقص ذاك جاه، وينتظر البعض قضاء حاجة، ويكتفي البعض الآخر بابتسامة، فعلينا أن نجتهد بإدخال الفرح والسرور إلى قلوب إخواننا، ولا نبخل على أنفسنا، فالصدقة والخير نفعه يعود إليك، فهذه هي الخواطر، ما سُميت بذلك إلا لأنها تخطر على القلب من غير قصد.
وقد يغذيها العبد بالتفكر في نوعها، فمن أكثَر من التفكير في شيء كانت خواطره غالبا من جنس هذا الشيء، فيدخلها القصد من هذا الوجه، وإن الخواطر نوع من الإلهام، والإلهام إنما ينفع ذوي الأفهام، وأما الجامدون فهم محصورون تحت أسنة الأقلام، فاللهم احقن دماء المسلمين، اللهم ألف بين قلوبهم، واجمعهم على الحق يا رب العالمين، اللهم ولي على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم بالحق قائمين، وإجعلهم رحمة على رعيتهم يا رب العالمين، اللهم وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربّونا صغارا، اللهم أصلح لنا نياتنا وذرياتنا، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، اللهم بلغنا شهر رمضان، وأعنا فيه على ما تحبه يا رحمن، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
الطريق المؤدي إلى الجنة

