الطمأنينة والسكينة
الطمأنينة :-
مقرها القلوب الطاهرة النقية
قلوب المؤمنين الذاكرين .
السكينة :-
هي الطمأنية وقت الشدة والكرب.
نغوص مع
عبادى عبدالباقى
في بحور الطمأنينة والسكينة
نادي ربك وقل :-
ألا أيــها المأمول في كل ساعة شكوت إليك الضر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي واقضي حاجتي
فرج الله هم كل ذي هم
وأنزل السكينة في كل قلب .
أمين
مارثون الطاعات والتجليات الربانية أوشك علي الوصول
ها نحن ننتظر قدوم العشر الأواخر
من شهر رمضان المبارك ساعات تفصلنا بيننا وبين أول ليلة في الليالي العشر وربما تكون هي ليلة القدر.
ليلة القدر خيراً من ألف شهر
أفضل الليالي في أفضل أيام في أفضل شهر أختصها رب العالمين بنزول أفضل الرسالات السماوية
علي أفضل الأنبياء والمرسلين على
أفضل أمة.
مارأروع ! ليلة القدر ؟
لكي ننعم بهذه النفحات والمنح والتجليات الربانية لابد من تطهير القلوب وصفاء النفوس كي نشعر بحلاوة الإيمان لأن التحلية بعد التخلية عن كل شيء يجعلنا نبتعد عن الخالق سبحانه وتعالي و الهدف من خلق رب الناس للناس.
ورغم كل هذه الظروف القاسية التي تمر علينا نتفاءل ونثق في وعد الله سبحانه وتعالي وبذلك يدخل الله سبحانه وتعالي
السكينة والطمأنينة إلي قلوبنا.
ما هي السكبنة والطمأنية ؟
وما أهميتهم في حياتنا ؟
للقرآن الكريم أثر عظيم في تحقيق الأمان النفسي وتحقيق السعادة الحقيقية للإنسان بنور الله الذي أنار السماوات والأرض وأضاء به الوجود كلّه، وحقق من خلاله الطمأنينة للبشرية والهداية للقلوب.
وقد قال عز وجل :-
«ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب».
والطمأنينة تعني السكون والاستقرار لأن القلب المطمئن ساكن بإيمانه بالله عزّ وجل
القائل :-
«يا أيتها النفس المطمئنّة
ارجعي إلى ربّك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي» .
فالإيمان الصادق، يحرك أشواق الروح لمعاينة أسرار القدرة الإلهية التي بها يحيا الوجدان ويفيض الحس ويطمئن القلب.
والسكينة هي الطمأنينة التي يلقيها الله في قلوب عباده عند اضطرابها من شدة المخاوف فيدفعها إلى قوة الإيمان وقوة اليقين والثبات لشعورها بالأمان في مواضع القلق عندما يمرون بها.
مثال على ذلك عندما لجأ الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى غار حراء قبل الهجرة إلى المدينة، فلو نظر من يلاحقهم تحت قدميه لرآهما في الغار ولكن الله وفر لهما الأمان لتتحقق الهجرة بسلام . وكيوم حنين حين ولى المسلمون مدبرين من شدة بأس الكفار .
فإنها ثبات القلب عند هجوم المخاوف عليه وسكونه وزوال قلقه واضطرابه .
والسكينة هي الطمأنينة والوقار الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه،
فلا ينزعج بعد ذلك لما يمر به ويزداد إيماناً ويقيناً في مواضع القلق،
وهي ثبات القلب عند تعرضه للمخاوف والاضطراب ،
والسعادة في هذا السياق هي السعادة الروحية التي تبعث الأمل والرضى .
وتحقق الأمن النفسي والروحي فيحيا الإنسان وهو يشعر بالأمان من المخاوف،
لشعوره بأنه على طريق الله يمضي .
ولقد عني القرآن الكريم بالنفس الإنسانية عناية شاملة تحقق الهداية والتوجيه والإصلاح .
والإنسان المؤمن يمده هذا الشعور بالحب الإلهي بالأمل في عون الله ورعايته وحمايته لأنه يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة الله.
كما أنه يدرك أنه ضيف في هذه الدنيا مهما طال عمره ،
فلا يخشى مصائب الدهر .
إن كتاب الله يحقق للإنسان السعادة والأمان ،
فلا يخشى أحد سواه لأنه يدرك أنه في رعاية الله ويحس بالأمن والسكينة وانشراح الصدر ،
وراحة البال وطمأنينة القلب .
من هنا ندرك أهمية نعمة الإسلام التي أنعمها الله علينا بفضله سبحانه وتعالى حيث أعطى للإنسان قيمته وحفظ عليه تماسكه وأعطى لحياته معنى وهدفا وغاية في كل الأزمنة ووسط كل الصراعات .
والإنسان بطبيعته بحاجة إلى الإحساس بالاستقرار والأمان في حياته بكل تفاصيلها بما يحفظ عليه تماسكه، وهناك سلسلة من الطرق التي تمنح الإنسان الشعور بالطمأنينة والرضى
ومنها :-
١ - الإيمان والعمل الصالح
قال الرسول صلى
الله عليه وسلم :-
«عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلّه خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن»،
أي أن من يؤمن بأن الله صادق في وعده لمن قام بالعمل الصالح وصبر على الشدائد يشعر بالطمأنينة مؤكداً
قول الله تعالى : -
«من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون».
(النحل: ٧٩)
٢- الإحسان إلى الخلق
وذلك بالقول والفعل وأنواع المعروف فقد
قال الله تعالى :-
«لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً»
(النساء:١١٤)
٣- العلم النافع
فإن العلم والتعلم يلهي القلب عن اشتغاله بالأمور المقلقة ويزيد نشاط الباحث عن العلم ويوسع آفاقه،
فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع.
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :-
«اطلبوا العلم ولو في الصين».
٤- الاستعاذة من الهم والحزن الاستعاذة من الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن تغييرها،
ومن الهم بسبب الخوف من المستقبل،
إذ يجب أن يكون العبد ابن يومه، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :-
«احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل :-
قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»
٥- تخليص القلب من الصفات المذمومة : -
كالحسد، والبغضاء، والغل، والعداوة، والشحناء، والبغي، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الناس قال :-
«كل مخموم القلب صدوق اللسان فقالوا :-
صدوق القلب نعرفه فما مخموم القلب؟
قال :-
«هو التقي النقي لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد».
نسألك الله الطمأنية والسكينة
🤲اللهم أمين🤲
الطمأنينة والسكينة