المقالات

العائدون من البرزخ

جريدة موطنى

العائدون من البرزخ

بقلم الأديب المصرى

د. طارق رضوان جمعة

يا لها من رحلة تبدأ من ظهر الأب إلى بطن الأم، ومن بطن الأم إلى ظهر الارض، ومن ظهر الأرض إلى بطن الأرض، ومن بطن الأرض إلى يوم العرض. وفى كل محطة ترى العجب. وأخيرا نحط الرحال إلى الجنة أو إلى النار.

وحينها سيكون مصيرنا الأدبى قد أصبح واضحا جليا، ويسكن بيوتنا اناس غرباء ، وسيؤدى اعمالنا ويمتلك ممتلكاتنا أشخاص آخرون.

لكن يبدو أن هذه ليست النهاية. فما ورد فى كتب رجال الدين والعلم عن زيارة الموتى للأحياء وهم فى حالة اليقظة والإدراك ولا نقصد الأحلام فقط، وتجسدهم فى هيئة بشرية يستدعى البحث والاهتمام. فهل صادفت أنت أو أحد معارفك تجربة مثل هذه؟ 

تبدأ قصتنا الأولى بما حدث للدكتور سيلاس وير ميتشيل، وهو طبيب مشهور فى امريكا وأوروبا ومؤلف وشاعر، فيقول أنه فى يوم عاصف وماطر،هاد إلى بيته وهو فى قمة الإرهاق. وما إن جلس على الأريكة ليستريح حتى طرق الباب شخص ما. واستمر الطرق باصرار، فنهض الطبيب ليرى من القادم فى هذا الجو شديد البرودة. ووجد طفلة فى سن العاشرة ترتدى ملابس ممزقة وسأل ازرق ممزقة وهى تبكى بماء شديدا وتطلب منه أن ينقذ والدتها المريضة. فرق قلبه وذهب معها وأعطى علاج الأم حتى هدأت حالتها. وقال الطبيب الأم أن لها لابنة شجاعة أتت له فى هذا البرد القارس لتطلب مساعدته. لكن الأم أخبرته أن ابنتها توفت منذ شهر. فنهض الطبيب يبحث عن الفتاة فلم يجدها. وصف الطبيب البنت وملابسها فقالت له الأم أن الوصف صحيح وان وملابسها بخزانة الملابس. وبالفعل فتح الطبيب خزانة الملابس الخاصة بالفتاة فوجد نفس الملابس لكنها جافة تماما. وباءت محاولات الطبيب بالفشل ليجد الفتاة فيما بعد. 

ايضا ذكر الصحفى الفرنسي ستيفن اليكس أن هناك حالات كثيرة من الاحياء ذكروا له أنهم أقاربهم الموتى فى صورة بشرية حية ومنهم زوجة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والتى شعرت بوجوده فى بعض الأحيان. وهنا تسأل اليكس هل هذا نوع من الهلوسة للتخفيف من أثر صدمة الموت؟ فيجيبه الطبيب المعالج النفسى كريستوف فورى بأن هذه الأحاسيس لا يمكن اعتبارها هلوسة.

وكان التفسير العلمى محدود، ولما لا؟! فالله عز وجل انزل أية شافية كافية على الحبيب محمد عليه افضل الصلاة والسلام حين سأله اليهود عن الروح فيقول الله:” ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربى، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”… ( الإسراء ٨٥)

فالتفسير العلمى يقول أن للميت حمض نووى موجود ومبعثر فى خلايا تطايرت منه قبل موته فى أنحاء بيته أو الأماكن التى كان يرتادها. وذكر أن للميت طاقة وربما أيضا أمواج صوته تبقى سابحة وخالدة فى الهواء ويمكن استرجاعها فى المستقبل. 

وهنا نجد ابن القيم فى كتابه ” الروح” يؤكد أن هناك تواصل بين الموتى والأحياء بطرق سنة منها الأحلام، الرؤية المباشرة، سماع أصوات الموتى أو فى شكل رائجة أو طاقة عابرة أو الهام أو تغير لأماكن الاشياء. كما ذكر أن روح الأحياء أثناء نومهم تتجول فى الفضاء الخارجى وتلتقى مع الموتى.

وفى كتاب ” الكافى فى الأصول والفروع” لمؤلفه محمد بن يعقوب الكلينى يقول أن أرواح الموتى المؤمنين تتمثل فى عالم البرزخ فى صورة انسانية، بينما الأرواح الشريرة تتمثل فى صور شياطين.

وذكر أيضا أن أرواح المؤمنين تزور اهلها من الأحياء وتلتقى معهم.

العائدون من البرزخ

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار